قلب من حجر
أ.بيبو يوسف
أنظر في عينيه فلا أجد فيهما ما كان يسحرني! أطيل البحث فلا أجد ما كان يشعل نيران العشق في قلبي، لا شيء أجده سوى هذا الشعور بالغثيان والرغبة في اقتلاع تلك الحدقتين والتخلص من هذا الشعور المفعم بالاشمئزاز.. ولكن أعلق من جديد في اشتباك مع عينيه يطلق مئات من الأسئلة غير المنطوقة ولا تملك جواب …. لماذا فعلت بقلبي هذا؟ كيف تشعرني رؤيتك فقط بالرغبة في استرجاع كل الذكريات؟! كيف كنت أملك يوما ما رغبة في الاقتراب منك؟ وكيف تحولت عينيك من عيني حبيبي الملاك إلى عيني قاتل، قتل في قلبي كل رغبة في الحب والشعور بالأمان!
_يا عزيزتي، فيما تفكرين؟
جاء صوته الذي كان في يوما محببا لقلبي لينتزعني من هذا الصراع النفسي ويلقني في جحيم واقعه.
_أفكر بك يا عزيزي.
أجبته بلا تفكير وأنا أنظر له، وعيناي ثابتتان وكأنني أنظر إلى طيف غير قابل للرؤية.
_إلى هذا الحد أنتِ مغرمة بي؟
منحني ابتسامة غير قابلة للهضم تبرز أسنانه، وكأنها أسنان حيوان قاتل. ولوهلة كان عقلي يحدثني كيف أن الحب يشبه السحر، كلاهما حينما ينتهي يعيد الشخص إلى حقيقته شيطان ويندثر في عيوننا هذا الوجه الملائكي.
_ ولم لا تقول إلى هذا الحد أنا أبغضك؟
_أنتِ تبغضني أنا؟!
_ومن سواك سأكرهه وأنا التي لم تعشق أحدًا سواك.
_ أخبريني ما الذي فعلته لكِ كي تكرهيني؟!
بدأ صوته يعلو وعيناه تخرج من موضعها لتصنع بطاقة إرهاب لي، لكنه لم يعد يرهبني عصر كان قد انتهى.
_فلتقل ما الذي لم تفعله لي!! أحببتك حتى كرهت نفسي، تخيل أن تكره نفسك كي تحب أحد لا يحب لك سوء الأذى، تمنحه حب يعطيك خيانة، تراه أعظم الناس فيراك ويعاملك كأنك أقبحهم..
هذا الكره على قدر محبتي التي منحتها لك، وكما كان حبي لك بلا حدود سيكون كرهي لك هكذا في المقابل، أنت جعلتني أتمنى لو أن قلبي كان من حجر كي لا أقع في حبك.. اذهب بلا سلام.