أ.همام صادق عثمان
عنْ لفظِ عيدِ الأمِّ قلبي يعتبُ
كيف الفروعُ على الأصولِ تُغلَّبُ
يومًا جعلنا واحدًا لنبرَّها
أولى على شعبٍ يصيحُ ويندبُ
ما قالَ ربِّي في الكتابِ بعيدِها
بل برُّها بالعامِ شيءٌ أوجبُ
قالوا نُهادُيها بشيءٍ قيِّمٍ
يومًا وفي الباقي خرابًا ننْعبُ
وأظنُّ أنَّ جزاءَها يأتي لها
نجمٌ وبدرٌ من سمايَ وكوكبُ
ما الأمُّ إلَّا زهرةٌ يُهدى لها
عطفٌ وتحنانٌ وبرٌّ يُسكَبُ
فالزمْ لأقدامٍ ففيها جنَّةٌ
تلقَ النعيمَ عن العذابِ تجنَّبُ
يجزيكَ ربُّكَ في الحسابِ ببرِّها
كمًّا من الحسناتِ أنَّى يُحسَبُ
وعقوقُها دينٌ سيُقضى عاجلًا
إنْ لمْ تكن ترضى فحتمًا يُسلَبُ
ليبرَّ شخصٌ والديْهِ بودِّهِ
إنْ كانَ في برٍّ وودٍّ يرغبُ
يأتيهِ يومٌ لا محالةَ مُجدِبٌ
ويرى حنانَ الأمِّ نهرًا يُشربُ
إن كانُ بيتُ الدَّهرِ أغلقَ بابَهُ
سيقولُ بابُ الأمِّ بابنيَ رحِّبوا
في صفحةِ القلبِ المُحبِّ تجسَّدتْ
صورٌ لأمِّي في الفؤادِ تُقلَّبُ
فيصحُّ جرحُ القلبِ دونَ علاجِهِ
وعلاجُ جرحي ما رواهُ مطبِّبُ
عذرًا لعيدِ الأمِّ إني جاعلٌ
عيدًا لها في كلِّ يومٍ يهربُ
عذرًا فأبياتي بدتْ وكأنَّها
عرجاءُ أقدامٍ فأنَّى تلعبُ
لو أنَّ أبياتي ستوفي فضلَها
لاحتجتُ أعمارًا لعمرٍ تُنجِبُ
مهلًا خيالي قد وقفتَ مُحيَّرًا
عن جوهرٍ غالٍ كأمِّي نقِّبوا