أ.خالد الجويد
ويحدث أن تدفعك الحياة لتكوني أكبر من مجرد امرأة عادية قضت ربيع عمرها وهي تلهث وراء أحلام لا تتعدى أن تكون بقعة من بقايا سراب…
تدفعك لتكوني أكبر من مجرد امرأة واهمة أفنت زهرة شبابها وهي تطارد أمنيات قدر لها أن تضيع خطاها في متاهات ليل الغياب
امرأة دفعتها معاول الزمان التي انهالت عليها من كل صوب لتجد نفسها رهينة لحرب ملعونة تتقن فن ترويضها بكل مهارة وتستعمرها لتحيط روحها بهالة من الضجيج …. سرعان ما تجد نفسها سجينة لصراع بين عقل يدرك الحقيقة وقلب يرفض الانصياع لها لتخلق منها في النهاية امرأة استثنائية باتت تخشى الإبحار عكس التيار وتتقبل هزائمها بلذة الانتصار ليصبح طعم الانكسار في فمها مستساغا
امرأة أدركت أخيرا حماقات الانتظار …. وماذا تعنيه تلك السخافات التي كانت تؤمن بها وهي تطارد فلول أمانيها الغارقة في بحر من الرماد لتتيقن أخيرا أن لا شيء في هذا الوجود يستحق كي نعيش الحياة من أجله ونحن فوق دروبها لسنا أكثر من مجرد أحياء