مالم يقله أبي
أ.رشا عادل بدر
مَن ذا يعيد بقايا العمر يا أبتي؟!
مِن كف نائبة تدنو لمقصلتي …؟
مذ أذّن الشعر في كفيّ كنت هنا
أواجه الموتَ في إعصار أزمنتي
ما كنت أدري بأن الشعر يكتبني
وإن مددتُ يدي للحرف يلتفتِ
كل القصائد في جفنيّ أحملها
لذا أقمت على الأوراق مملكتي
أرتق الصبر في أثواب ليلتها
إن واجهتني ذئاب الليل لم أمتِ
فلا تقل كيف هذا الحزن جملني
فالكون باق بحبل في يد امرأة
يطوف قلبي بسطر البيت أزمنة
كي أطفئ النار في وديان أوردتي
وإن أهز عروش الكون أجمعها
تجد على الكوكب الدريّ قافيتي
هل مت ألفا أم الألحان تبعثني؟!
إن دكت الأرضَ رغم الحزن منسأتي
أشق بحري وأسعى في أزقته
فتحمل الدرر العذراء حنجرتي
فأرتدي من ثياب الصبر أجملها
كي أشعل الشعر أبياتا على شفتي
دمي المجاز ودمعي سر قافيتي
من ذا سيُسكت بي أصوات تمتمتي
ملاك أرضٍ سماويٍّ يفيض على
كل الأنام برُقيا دون مئذنةِ
الشعر يحملني دوما فيأخذني
عند السماء ملاكا دون أجنحة
حررت نفسي من الأوجاع من زمن
ولم تزل في فمي الورديّ فاجعتي
حين انطفأت ولم ألمح سوى وجعي
يلوح ظلا على أكتاف والدتي
حاورت مرآتيَ الصماء في عجلٍ
وقد جرى دمعها في قلب محبرتي
سافرت مني وكانت فكرتي علماً
يحرر النبض من تقليد عائلتي
فأرتدي عالمي المسحور في ثقةٍ
لكنّ ضاقت به أسوار شرنقتي
غنيت لحن حياة فاستعذت به
من لعنة الجرح حين اختار صومعتي
قدّ احتراقي ثياب الصبر في وله
مذ لاح طيف الهوى في كل زاويةِ
كلي امتلكتَ فلا ألقى الفؤاد هنا
قد زار ضلعك يا محبوب في دعةِ
فاقصص على قهوتي السمراء أحجيةً
حتى أصليَ في عينيك نافلتي
واحفظ عهود بنات الحور إن لها
جناتِ عدن وأنهارا بأوردتي
الشاعر الحق لا يحتاج أجنحة ً
له ضياء جلال كالملائكةِ
إن جاء يصفعني مكرٌ بُليت
به أذّنت باسمك في آذان بسملتي
رحمن أنت فصُنّي من لظى ألمي
وكن أنيسي بليلي يا ابن آمنةِ
فالحمد لله أن قد جاءني ملكاً
يهدي الأنام نواقيس العباقرةِ
دمعي مسيحٌ يؤم الأرض قاطبة
والعالم الصامت الموؤد معضلتي
قد جاء يسعى إلى اللاشيء من زمن
لكن هناك على شمس مؤجلةِ
كم عمري الآن؟! لا أحتاج أجوبة
فالعمر وقفٌ على أهداب شاعرةِ.