أ.بيبو يوسف

  • لقد متُّ أولاً!
  • عدنا إلى هذا الهراء مجددًا يا صديقي، الأمور لا تسير هكذا، نحن نولد ثم نموت. لكني متُّ بالفعل قبل أن أولد.
  • لنفترض أن هذا حدث بالفعل… أعطني دليلًا!
  • لقد رأيتُ جنازتي بأم عيني.
  • وأنا لم أرها!
  • هذا لأنك لم تكن وُلِدت حينها.
  • لا تثير جنوني.. إن لم أولد، فهذا يعني أنك لم تكن وُلدت أيضًا.
  • أنت لا ترى الأمور كما أراها. أنت ترى الأشياء بشكل صارم وبحكم مطلق؛ إما أن تكون باللون الأبيض أو الأسود، ولا وسط بينهما. لكن العالم لا ينقسم إلى ضفتين، بل يموج في بحور من الألوان.. لقد متُّ قبل أن أولد يا صديقي، لقد رأيت جنازتي بأم عيني، رأيت نهايتي قبل بدايتي… أتدري كيف؟
  • أخبرني كيف يا أرسطو هذا الزمان؟
  • كان موتي يوم ولادتي، حينما قررت أسرتي – دون الرجوع إلي – أن يُنجبوا طفلًا خامسًا ليختتموا خيبتهم في هذه الحياة. لم تكن تريدني أمي ولم تهتم أبدًا لوجودي. فكيف لطفلٍ لم ترده أمه أن تريده الحياة؟ أما أبي فقد رأى أنني سبب كل المشاكل في هذه الدنيا. كيف لطفل أن يكون سببًا لأي شر؟ لقد متُّ يا صديقي يوم قررت أسرتي أن تنجبني، لقد متُّ قبل أن أولد… لقد وُلِدت زائدًا عن الحاجة، بعد أن اكتمل العدد. وُلدت لأحصد أخطاء الآخرين في هذه الحياة، وليس لأعيشها.

من rana

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *