أ.بدري البشيهي

صكَّ المسامعَ صوتُ جرحٍ ينزفُ
بين الحُطامِ يقول: أين المُسْعِفُ؟
ويصيحُ في بئر المنايا لم يجد
إلا السرابَ مخادعًا يتأسَّفُ
ويُصارعَ الألمَ العَتِيَّ مُنازعًا
رَمَقَ الحياة وريحَ موتٍ تعصِفُ
والكون أظلم في عيوني وانمحى
أمل البقاء فأين أين المُنصفُ؟
روحي تنادي الصمت في بحر الردى
وصدى النداء ارتد نحوي يأسفُ
لم يبقَ في أرض العروبة سامعٌ
إلا لحونًا في الملاهي تُعزفُ
لم يبقَ في أرض العروبة ناظرٌ
عميت عيون غير عيني تذرفُ
لم يبقَ في أرض العروبة عالِمٌ
باعوا أمانتهم ببخس واكتفوا
لم يبقَ في أرض العروبة ناطقٌ
فلسان قومي ألجمته مخاوفُ
لم يبقَ في أرض العروبة عادلٌ
والظُّلم جيشٌ مستبدٌّ يزخفُ
لم يبق في أرض العروبة عاقلٌ
فالعقل كبله عدوٌّ أضعفُ
إبليس أغواهم فساروا خلفه
وإلى جهنم بالمكيدة يجرفُ
لم يبقَ في أرض العروبة مؤمنٌ
يأتيك من أقصى المدينة يُسعِفُ
فرعونُ يصلب كل يوم أمة
بجذوع نخلٍ والمقامع تُرجِفُ
مت يا أخي إن الممات لراحة
لا حيَّ يُصغي غير شعر ينزفُ

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *