أ.طارق سليمان
في عالمنا المعاصر نواجه تحديا مزدوجا ..فمن ناحية نرغب في المكانة الاجتماعية المحترمة والسطوة والجاه والنفوذ ..ومن الناحية الأخرى نرغب أن يرانا الآخرون عادلين منصفين ومهذبين .. وألا نظهر للآخرين تعطشنا للسطوة والقوة والمناصب لأن ذلك قد يظهرنا أمامهم نفعيين وانتهازيين وفي النهاية مكروهين..

علينا دائما التوفيق بين التصرف بأخلاقيات عالية وبين السعي الدؤوب والمكر الذكي للوصول لدرجة أعلى.. الترقي في سلم الوظائف لنيل منصبا أعلى.. الاحترام الاجتماعي الواجب في محيطنا الأسري.. السمعة الطيبة بين الأهل والجيران والمعارف ..
الأدب والتلطف والمجاملات المقبولة مع الجميع.. لكن عليك أن تتعلم الاحتراس في خطواتك وألا تتحدث علانية عما تريد أن تفعل وأن نتبع نصيحة نابليون:
– أن ترتدي قفازا من الحرير وأنت تضرب بقبضة من الحديد ..
هناك من يعتقد أن السعي للسطوة والسيطرة بأنه حكر على الأشرار والطغاة.. نعم هذا يحدث على المقاييس والأطماع الكبيرة.. لكن في النزاعات الحياتية البسيطة مثل تقلد المناصب أو حيازة مكتب أفضل أو مسمى وظيفي أعلى فالكل يتساوى الأشرار والأخيار.. بل إن هؤلاء الذين يتظاهرون بأنهم “بسطاء” وليس لهم في لعبة السطوة والنفوذ احذر منهم ولا تنخدع بكلامهم.. لأنك ستتفاجأ أنهم من أمهر الناس في لعبة السطوة.. وما ادعاءاتهم تلك إلا استراتيجية تخفي بمهارة طبيعية فطرية ما يقومون به من تلاعب وحيل..


يظهرون لك أن ضعفهم وافتقادهم للسطوة ناتج عن طيبتهم والتزامهم الأخلاقي والديني.. لكنهم يحترفون الادعاء.. ويمتهنون المتاجرة بالمثالية والتدين.. البسطاء الحقيقيون لا يروجون لضعفهم ولا يتحدثون عنه ولا يتاجرون به..
فالسطوة والقوة والمال والنفوذ أشبه بالمرأه سيئة السمعة الكل يتقرب منها في الخفاء ويتبرأ منها في العلن.. رحلة الحياة في مجملها تقوم على الصراع والتفاضل بين الناس ولا دراويش في العصر الحديث..

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *