أ.رشا عادل بدر
أمشي ويسحبني الزمان ورائي
وأسير من ألف الجنون ليائي
لي في بحور الأبجدية أحرفٌ
ستلملم الأوجاع من أعضائي
وحدي تدثرني سحابة أسطري
وعصاي محبرتي وسر إبائي
أعلنت أني للجراح عصيةٌ
الشمس بيتي والسماء ردائي
ماكنت أعلم أنني قديسةٌ
وضأت قافيتي بنزف الماء
وأغير التاريخ وفق إرادتي
وكأنني جيشٌ من الشعراء
إن غاب عن عيني حبيبي لحظة
صلت فروض العاشقين… دمائي
أبني بعاصمة الفؤاد مدائني
كي أشعل الأكوان من أضوائي
مرآتي الثكلي تغادر غرفتي
وربابتي تعبت من الإصغاء
ولك ارتحلت كآية قدسية
الوحي أنزلها بغار حراء
أنزلتني نُزل الملائك كلها
فعرفت كيف العشق بالإسراء
هبني بجنة من أحب مساكنا
كي أحجب الرؤيا بعين الرائي
هبني سلاما من كآبة لوعتي
فلقد جعلت الحزن من أسمائي
أنا لا أنام على البكاء لأنني
قمرٌ وكون العالمين غطائي
لك أن تنام على غصون محبتي
فاعشوشبت بعد العنا صحرائي
لا تزرع الطعنات بين جوانحي
أنا منك فيك وجدت سر عنائي
السر أني مذ عرفتك ضائع
ما السر أن تهوى الضلوع بكائي
هل استطيع العيش دون مراسم
الأشواق إن كان الحبيب إزائي
هيهات أذبل والعواصف في دمي
وكأنها ريح من الهيجاء
لك ألف شريان يضيء محبة
ليقيم حاء الذكريات ببائي
في الأحرف الخمس التي رتلتها
سحر يعادل ألف ألف سماء
هبني دقائق كي أهدئ لوعتي
كيما أعير القلب بعض ضياء
كفارة الأشواق يدفعها الهوى
قلها ولو يوما بلا إيحاء
أنا فيك هائمة كأضلعك التي
عزفت عهود الحب قبل غنائي
أمضيت فيك العمر اكتب قصتي
ومضى قطار العمر دون بقاء