أ.شيماء عبيد

مِنْ شِدَّةِ التَّحْلِيقِ أدْرَكَ خَافِقِي

قُرْبَ اشْتِعَالِ الفَجْرِ بالأجْوَاءِ

قُرْبَ اكْتِمَالِ فَرَاشَةِ النُّورِ التي

أطْعَمْتُهَا مِنْ زَهْرَةِ الحِنَّاءِ

قُرْبَ انْتِقَالِكَ يَا سَمِيُّ لِعالَمٍ

يَمْشِي الهُوَيْنَىٰ دُونَمَا إبْطَاءِ!

فَدَعَوْتُ بَعْضَ أحِبَّتِي.. قَلَمِي الَّــذِي

أثْقَلْتُهُ بِمَتَاهَةِ الأشْيَاءِ

وَمَوَاسِمِي العَطْشَىٰ التِي تَجْتَاحُنِي

بِغُمُوضِهَا المَطْوِيِّ بِالأصْدَاءِ

وَبَدَأتُ أسْرِدُ مَا أرَاهُ بِدَاخِلِي

وَبِدَاخِلِي.. مُدُنٌ بِغَيْرِ سَمَاءِ!

أبْوَابُهَا.. تَبْدُو لأوَّلِ وَهْلَةٍ

مَوْصُودَةً.. مِنْ كَثْرَةِ الإغْفَاءِ

مَاذَا عَنِ الجُدْرَانِ.. والْجِيرَانِ.. والنـْ

ـنـَـخْلِ الذِي.. رَبَّيْتُهُ بِدِمَائِي؟

مَاذَا عَنِ الأوتارِ.. إنْ حَضَرَ النَّدَىٰ

وَانْسَابَ يَطْلُبُ سِيرَةَ السُّعَدَاءِ؟!

وَالليْلُ فِيَّ كَمَا أرَىٰ بِقَوَارِبٍ

مَثْقُوبَةٍ مِنْ وَاقِعٍ بَكَّاءِ!

وَجَرَيْتُ.. حَيثُ الناس تَسْأَلُ: مَا بِهَا؟

مَا زِلْتُ أبْحَثُ عَنْ يَدٍ خَضْرَاءِ

عَنْ طَائِرٍ مُتَمَرِّدٍ مِنْ لَوْحَةِ الـْ

ـمَألُوفِ يَهْرُبُ حَالِمًا بِلِقَائِي

يُهْدِينِي مِنْ بَعْدِ الأفُولِ مَلاحَةَ

الرُّوحِ التي خَبَّأتُهَا بِإنَائِي

يُلْقِي عَلَيَّ حكَايَةً أحْدَاثُهَا

تَجْرِي بِوَادِي الجِنِّ والشُّعَرَاءِ

عُنْوَانُهَا.. طَيْفٌ تَجَسَّدَ دَاخِلِي

لَوْ شُفْتَهُ.. رَحْبٌ يُعِيدُ بِنَائِي

إنْ هَمَّ صَدْرِيَ نَاعِيًا أيَّامَهُ

يَشْتَدُّ ضِلْعِيْ رَافَضًا أنْوَائِي

يَدْعُونِي أصْبِرُ رَيْثَمَا تَجْتَاحُنِي

ذِكْرىٰ حَنِينِ المَاءِ للأسْمَاءِ

أحْتَارُ، أسْألُ: أيْنَهَا؟ أحْتَاجُهَا

صَوْتٌ يَرُدُّ: تَرَيْنَهَا بِنِدَائِي

فَطَرَقْتُ بابَ الغَيْمِ أطْلُبُ رَأيَهُ

والغَيْمُ يُدْرِكُ فِتْنَةَ الإغْوَاءِ

مِنْ أوْلِ التَّحْلِيقِ حِينَ لَمَحْتُنِي

بَيْنَ الأنَامِلِ لَحْظَةَ اسْتِدْعَائِي

وَأنَا أجَهِّزُ لِلْغِيَابِ قَصِيدِةً

مَرْوِيَةً مِنْ فِطْرَةِ الأنْدَاءِ

خَمْرِيَةً.. مَعْجُونَةً بِسَنَابِلِ القَمْحِ الذِي لَوَّنْتُهُ بِغِنَائِي

دَلَّتْ عَنِ الشجر المعلق دَاخِلِي

سِرْبًا يُرَاقِبُ مَوْجَةَ الأضْوَاءِ

لَيْلًا يُغَرِّدُ والنُّجُومُ تُحِيطُهُ

يرْوِي الكَلَامَ بِفِطْنَةٍ وَذَكَاءِ

نَادَتْهُ سَيِّدَةٌ يُقَالُ بأنَّها

بَوْحٌ تَفَلَّتَ مِنْ يَدِ الصَّحْرَاءِ

مَا زَالَ يَدْفَعُهُ الحَنِينُ لِضَمَّةٍ

أجْهَضْتُهَا يَوْمَ اكْتَشَفْتُ عَرَائِي

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *