أ.محمود جمعة

هاتي عيونَك معبراً لسؤالي

مازلتُ أحلمُ بالربيعِ التالي

مرت على أرضِ اللقاءِ سحابةٌ

شربت شغافَ حنينِها الهطّالِ

ومضت إليه رواءَ ثغرٍ ظامئ

وتحدّر الإحساسُ في الشلالِ 

وتفيضُ نهراً من حنينٍ شابقٍ

فانساب شوقُ الماءِ في موالي

مالتْ فقامتْ ثورةٌ في صدرها

وأنا أهدئ ثورةَ الأبطالِ

وكطفلةِ بعضُ الدمى تشتاقُها

فمضت تهدهدُ دميةً بخيالِي

حلتْ ضفائرَ ليلتي.. فإذا بنا

أسدٌ يسلّم عرشَه لغزالِ

خصلاتُها موجٌ وكفي شاطئٌ

وكلاهما مهرٌ بلا خيّالِ

هل كان زندُ الفجرِ مفتوناً بنا

كيما يعطّل ساعةَ الترحالِ؟

أم كان صوتُ الهمسِ في زَفَراتِها

فيروزَ تحْضِنُ طائراً غنى لي

ناديتُ باسمِك فالفراشُ أحاطنا

يرتادُ ضوءَ الحرفِ في إجلالِ

والليلُ منتشياً يعانقُ فجرَه

والشوقُ يا للشوقِ من قتّالِ

والثغرُ من خجلٍ يعاتبُ صمتَه

تمثالُ يرفلُ في يديّ مثّالِ

فإذا تلامست العيونُ برغبةٍ

فر الغزالُ ببسمةِ المحتالِ

وتحرر الأسرى ببابِ عيونِها

كدمشق عادتْ للزمانِ الخالي

والروح في الحالين عندك طفلةٌ

نامت وحِضنُك كالأمومةِ غالِ

هاتي عيونَك لم يعدْ في عمرِنا

إلا ظلالٌ تحتمي بظلالِ

هذا الوجودُ بغيرِ عطرِكِ لم يعد

إلا غباراً في فضاءٍ بالِ

هاتي عيونَك أرتمي في كُحلِها

لا شيء يحضنُها سوى المكحالِ

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *