لا أستطيع أن أكتب عن دمشق دون أن يعرش الياسمين على أصابعي ولا أستطيع أن أتذكرها دون أن تحط على جدار ذاكرتي ألف حمامة وتطير ألف حمامة أنا مسكون بدمشق حتى حين لا أسكنها
فلا تطلبوا مني أوراقي الثبوتية فأنا محصول دمشقي مئة بالمئة، سافرت كثيرا حتى وصلت إلى حائط الصين العظيم، ولكن حمائم الجامع الأموي لا تزال تطلع من جيوبي حيثما اتجهت… أنا خاتم من صياغة دمشق نسيج لغوي من حياكة أنوالها صوت شعري خرج من حنجرتها رسالة حب مكتوبة بخط يدها شجرة فل تركتها أمي على نافذتي ولا تزال تطلع أقمارها البيضاء كل عام..
كل ﺣﺮﻭﻑ ﺃﺑﺠﺪﻳﺘﻲ
ﻣﻘﺘﻠﻌﺔ ﺣﺠﺮﺍً ﺣﺠﺮﺍً
ﻣﻦ ﺑﻴﻮﺕ ﺩﻣﺸﻖ
ﻭﺃﺳﻮﺍﺭ ﺑﺴﺎﺗﻴﻨﻬﺎ
ﻭﻓﺴﻴﻔﺴﺎﺀ ﺟﻮﺍﻣﻌﻬﺎ
ﻗﺼﺎﺋﺪﻱ
ﻛﻠﻬﺎ ﻣﻌﻤﺮﺓ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻄﺮﺍﺯ
ﺍﻟﺸﺎﻣﻲ
ﻛﻞ ﺃَﻟِﻒٍ
ﺭﺳﻤﺘﻬﺎ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻮﺭﻕ ﻫﻲ
ﻣﺌﺬﻧﺔ ﺩﻣﺸﻘﻴﺔ
ﻛﻞ ﺿَﻤّﺔٍ ﻣﺴﺘﺪﻳﺮﺓ ﻫﻲ
ﻗﺒﺔ ﻣﻦ ﻗﺒﺎﺏ ﺍﻟﺸﺎﻡ
ﻛﻞ ﺣﺎﺀٍ ﻫﻲ
ﺣﻤﺎﻣﺔ ﺑﻴﻀﺎﺀ ﻓﻲ ﺻﺤﻦ
ﺍﻟﺠﺎﻣﻊ ﺍﻷﻣﻮﻱ
ﻛﻞ ﻋﻴﻦٍ
ﻫﻲ ﻋﻴﻦ ﻣﺎﺀ
ﻛﻞ ﺷﻴﻦ
ﻫﻲ ﺷﺠﺮﺓ ﻣﺸﻤﺶ ﻣﺰﻫﺮﺓ
ﻛﻞ ﺳﻴﻦ
ﻫﻲ ﺳﻨﺒﻠﺔ ﻗﻤﺢ
ﻭﻫﻜﺬﺍ
ﺗﺴﺘﻮﻃﻦ ﺩﻣﺸﻖ ﻛﺘﺎﺑﺘﻲ
ﻭﺗﺸﻜﻞ ﺟﻐﺮﺍﻓﻴﺘﻬﺎ
ﺟﺰﺀﺍً ﻣﻦ ﺟﻐﺮﺍﻓﻴﺔ ﺃﺩﺑﻲ
فرشت فوق ثراك الطاهـر الهدب
فيا دمشـق… لماذا نبـدأ العتبـا؟
حبيبتي أنـت… فاستلقي كأغنيـةٍ
على ذراعي، ولا تستوضحي السببا
أنت النساء جميعاً.. ما من امـرأةٍ
أحببت بعدك.. إلا خلتها كـذبا
يا شام، إن جراحي لا ضفاف له
فمسحي عن جبيني الحزن والتعبا
وأرجعيني إلى أسـوار مدرسـتي
وأرجعي الحبر والطبشور والكتبا
هذي دمشق.. وهذي الكأس والراح
إني أحب… وبعـض الحـب ذباح
أنا الدمشقي.. لو شرحتم جسدي
لسـال منه عناقيـدٌ.. وتفـاح
ولو فتحـتم شراييني بمديتكـم
سمعتم في دمي أصوات من راحوا
زراعة القلب.. تشفي بعض من عشقو
وما لقلـبي –إذا أحببـت جـراح
مآذن الشـام تبكـي إذ تعانقـني
وللمـآذن.. كالأشجار.. أرواح
أنا الدمشقي لو شرحتم جسدي
لسال منه عناقيد وتفاح
هنا جذوري هنا قلبي هنا لغتي
فكيف أوضح هل في العشق إيضاح؟