هَـلْ كنتَ تَعْرِفُ ؟
سجال شعري
أ.شيـماء عبي & أ.محمد كمال أبو عايد
شيـماء عبيد :
هلَ كنتَ تَعْرِفُ أنَّني أبحَرْتُ فِيـ
ـكَ وَلمْ أزَلْ بِشرَاعيَ السَّهرانِ
أخْطُو إليكَ بِخُطْوَةٍ.. عَبَّأتُهَا
ذِكْرىٰ.. يَمُرُّ شَرِيطُهَا لثَوانِي
لَكِنَّهُ.. أبَدًا يَدُورُ كَأنَّهُ
نَبْعٌ يَفِيضُ بِلَحْظَةِ الطُّوفَانِ
عَوَّدتني مِنْ طُولِ صَمتِكَ أنْ
أرَاكَ ولا أرىٰ ذَوَّبْتُ فيكَ معانِي
عَوَّدْتَنِي.. ووَعَدْتَنِي.. وَبِهَا ارْتَحَلـْ
ـتُ لِمَوْعِدٍ.. يُطْوَىٰ بِوَعْدٍ ثانِ
يَالَ اضْطِرابيَ…! مَا اضْطِرَابيْ، لَوْ تَرِىٰ؟
طَيْرٌ يُقَاوِمُ فِكْرَةَ النِّسْيَانِ!
لَوْ تَدْرِي كُنْتَ عَذَرْتَنِي.. كُنْتَ احْتِضَنـْ
ـتَ مَخَاوِفِي.. كُنْتَ النَّدَىٰ الإنْسَانِي!
أَتُرَانِي أشْعَلْتُ الحُرُوبَ؛ لِنَلتَقِي؟
كَلَّا.. ولا.. مَا خُضْتُهَا لِتَرَانِي
ـــــــــــــــــــــ
محمد كمال أبو عايد:
هـَلْ تَسألِي البَحَّارَ هلْ عَرَفَ الهَوَىٰ
وهُوَ الذَّي في البحْرِ كالرُّبَّانِ
يَرْتَاحُ فِي قِلْبِ السَّفِينَةِ نَبْضُهُ
وَتَعَلَّقَتْ عَيْنَاهُ بالأركَانِ
يا أيُّهَا الشَّيماءُ يَا بْنَةَ نِيلِنِا
يَا رِقَّةَ الحرفِ الجميلِ الحانِي
يَا حُلْوَةَ العينَيْنِ يَا قَمَرًا دَنَا
فَأعَادَ دِفْءَ البَحْرِ للشُّطآنِ
ضُمِّي إليكِ الحرفَ يسْكُنُ نَبْضُهُ
وتَراقصِي بالشِّعْرِ والأوزانِ
إنِّي عَرَفْتُ هَوَاكِ قَبْلَ طُلُوعِهِ
كَالشَّمسِ تُشْرِقُ فوقَ كُلِّ مكانِ
وِتَبُثُّ فَوقَ الليلِ صُبْحًا مُشْرِقًا
فَكَأنَّهُ النُّورُ الذِي أحيَانِي
أنا مَا صَمَتُّ عَنِ الهوىٰ بِإرَادَتِي
لَكِنَّهُ صَمْتُ الفتَىٰ الولهَانِ
تَرَكَ العيونَ تقولُ كلَّ غَرَامِهِ
فَتَحِنُّ مِنْ نَظَرَاتِهَا العَينَانِ
أنا واقفٌ فِي البحرِ أرفَعُ رايتِي
وكتَبتُ فوقَ جَبينهِ عُنوانِي
أنا مَا نَسيتُكِ سَاعةً مِنْ عُمْرِنَا
هَلْ فِي حَياةِ العشقِ منِ نِسْيانِ!
ـــــــــــــــــــــــــ
شـيماء عبيد:
أَتَقُولُ أنَّكَ مَا صَمَتَّ عَنِ الهَوَىٰ؟!
أَتَعَلَّقَتْ عَيْنَاكَ بالأرْكَانِ
أتَرَوْنَ كيفَ يقُولُها؟! لَمْ أقْتَنِعْ
زَادُ الأحبَّةِ.. رَاحَةُ الأجفَانِ
زَادُ الأحِبَّةِ.. ضِحْكَةٌ عَفَوِيَة
أسبَابُها تَأتِي بغيرِ أوانِ
قَانُونُها.. أنْ لا حُدُودَ تُعِيقُها
وَأنَا بِرفْقَةِ رَاحَتيهِ أُعَانِي
قُلْ لِي ولَوْ كَذِبًا.. متىٰ أهْدَيتنِي
مَدَدَ الحَبِيبِ بِرِقَّةٍ وحَنَانِ
عُدْ بالمَواقِفِ رُبَّمَا عَادَتْ إليـْ ــكَ بِكُلِّهَا أوْ بَعْضِهَا لِثَوَانِ
سَتَرىٰ الحقيقةَ بينَ ألواحِ النَّوىٰ
هذا الذي تَدْعُوهُ بالرُّبَانِ
عُذْرًا، فقَلْبُكَ ليسَ يعْرِفُ مَنْ أنا
بَلْ ليسَ يُدْرِكُ سيرَةَ الوجدانِ
كَثُرَتْ وعُودُكَ.. هلْ تَعِي…؟ أجَّلْتَهَا
وَجَعَلتنِي أجْرِي بذَاتِ مَكَانِي
كُلُّ الكلامِ – كما ترىٰ- حِبْرٌ علىٰ
وَرَقٍ هوَىٰ يَمْتَازُ بالألحَانِ
ــــــــــــــــــــــــــ
محمد كمال أبو عايد:
إنِّي عَشِقتكِ عشقَ كلِّ مُتَيَّمٍ
عَرَفَ الهوىٰ فِي سائرِ الأزمانِ
شيماءُ أنتِ النيلُ يجرِي في دمِي
وَيضُخُّ نبضَ الحُبِّ في الشِّريانِ
مَنْ ذا لهذا النيلِ يُنْكِرُ فَضْلَهُ
والنيلُ كُحْلُ العينِ للأوطانِ
شيماءُ أنتِ الأرضُ أعرفُ أصلَهَا
لا شيءَ يعدِلُها علىٰ الميزانِ
الأرضُ عِرْضُ النَّاسِ ليسَ يبيعُها
حُرٌّ شَريفٌ صَادِقُ الإيمانِ
أنا في عيونِكِ قدْ رأيتُ ممالكًا
فَاضتْ بكلِّ الخيرِ والإحسانِ
ورأيتُ في عينيكِ نخْلًا شامخًا
متفاخرًا بالأرضِ والإنسانِ
ورأيتُ في خدَّيكِ أجملَ جنةٍ
وشمَمْتُ عِطْرَ الفُلِّ والريحانِ
ورأيتُ ثغرَكِ باسمًا مُسْتَبشِرًا
بالنَّصرِ فوقَ الظلمِ والطغيانِ
يا أيُّها الشَّيماءُ.. عذرًا إنَّنِي
أمسَكتُ بالكلماتِ فوقَ لسانِي
وكَتَمتُ بعضَ الحُبِّ بينَ جوانحِي
بعضُ الهوىٰ لوْ قُلتُهُ أضنانِي
ــــــــــــــــــــــــــ
شـيماء عبيد:
سَأقولُ أنَّكَ مَا جَرَحْتَ مشَاعرِي
سيهُبُّ قلبِي ثائرًا بأمانِ
سَأُجَرِّبُ الصَّفْحَ الجميلَ سأرتَدِي
لَونًا يُعيدُ النَّبْضَ للأغْصَانِ
سَأجُوبُ أرضَ العاشقينَ أميرةً
أنْوارُها.. تَبدو بِكلِّ مكان ِ
لِتعودَ مِنْ أقصىٰ الشَّتاتِ حكايتِي
خضراءَ ترفضُ بَيْعَةَ الأحزانِ
وتُطِلَّ مِنْ فَرْطِ الجمالِ كأنَّها
في ظِلِّ دانيَةٍ بِدَارِ جِنَانِ
نَعْنَاعُ شُرْفَتِها التي أرْهقْتَها
نَاجٍ وإنْ غَارتْ عليهِ يَدَانِ
سَأَرُدُّ بَابَ الليلِ.. بابَ نَحِيبِهِ
وأتُوبُ عنْ وجعِي الذي أعيانِي
تَدرِي؟ يورِّطُني الحنينُ لأنَّ بِي
قلْبًا يُحِبُّ بفطرةِ الإنسانِ..
ــــــــــــــــــــــــــ
محمد كمال أبو عايد:
لا تَعْبَئي بالبحرِ أنتِ أميرةٌ
وأنا بأرضِكِ فارسُ الفرسانِ
قولِي لعينكِ أنْ تَرِقَّ لِنظْرَتِي
وتضمُّها بالرِّمشِ كالأحضانِ
قولِي لدمعكِ حينَ ينزفُ أنَّنِي
مَا بعتُ ثَغْرَكِ مِثْلَ أيِّ جبانِ
عربيةُ العينينِ تسبَحُ في الهوىٰ
وَتُعيدُ نبضَ القلبِ للأبدانِ
لا تبخلِي بالحُبِّ أنتِ مليكةٌ
مَلَكتْ بسحرِ جمالِهَا وجدانِي
رفقًا بمنْ كتبَ القصيدةَ صادقًا
وأتىٰ إليكِ برقةٍ وحنانِ
رفقًا بقلبٍ صادقٍ في حبِّهِ
ومصرحٍ في الحبِّ بالكتمانِ
لوْ كانَ خُبزُ العاشقينَ بأرضنَا
يحمِي الهوىٰ مِنْ قسوةِ الحرمانِ
لتعانقتْ بالحُبِّ كلُّ قصيدةٍ
وتطَهَّرَ العُشَّاقُ بالقرآنِ.