أ.عبد الحميد القائد
كلَّما اقتربنا نَنْأى
كلما تذكّرنا نسينا وجوهَنا
والحلمُ الذي قتلُوه أكثرَ من القتلِ
كيف للشعرِ أن يُفَتِّتَ الموتَ
ونحن نستظلُّ به الآنَ
أيُّ مكانٍ يُنجينا
أيُّ مكانْ
والغولُ يدخل كلَّ البيوتِ
حتى في السماواتِ المنهوبةِ
القادمُ مجهولٌ وقلوبنا صغيرةٌ
لا تتحملُ سقوطَ الورودِ الباقية
فهل نحن ماضونَ إلى الهاوية
السماءُ صامتةٌ
نشراتُ الأخبار كاذبةٌ
فأين يحتمي الفقراءُ
حين يسَّاقطُ الفضاءُ طيرً أبابِيل
أمَّا أنا فقد تركتُ مِعطفِي
مُعلقًا على شجرةٍ شاهقةٍ
محشوّا بقصائدَ نازفةٍ للقادمين
فربّما تذكَّرُوا أيَّ زمنٍ عِشناهُ
وأيَّ حلم من الأحلامِ خسرناهُ
وبقينا ننتظرُ
شيئًا أحلى من الموتِ
لكننا مضَينا بِلا حَول
مع كل الَوجْدِ الذي فَقدناهُ