وحيدة أنت
أ. عادل سميح
حزينة انت جدا ..والأغرب أنك لا تعرفين، وحيدة أنت جدا ..والأدهي أنك لا تشعرين.. تضحكين كثيرًا وتقهقهين وترسلين الزهور ووتتحدثين وترقصين وتحبين الليل أكثر وتشيرين بأصبعك إلى الطائرات الصغيرة في السماء وتلتقطين الكثير من الصور للهواء وتقرأين كثيرًا من قصص الحب وتعشقين قصص الأنبياء وتدعين بأنك تحبين الجلوس وحيدة على شاطئ بحر أو ضفة نهر أو حافة خليج وأحيانا تراقبين وحيدة – ولمدة دقائق- الماء المندفع بقوة من الصنبور قبل أن تغسلي به وجهك…وحزنك الذي تنكرين حزينة أنت حتى وأنت تضحكين ..ألا تصدقين؟! وتسألين نفسك كيف أعرف عنك كل هذا رغم أنك لم تحدثيني أبدًا عن شرودك اللعين ولم أسمع أبدًا عن الأشياء والأشخاص الذين تفتقدين وتصرين على الصمت وكأنك لا تعانين نعم..أعرفك ..وأعرف بماذا تحدثين الله في صلاتك وأعرف لماذا تطلبين منه العون كي لا يسقط آخر حجر في جدارك وأن يهبك الصبر والقدرة علي أن تبدو المرأة التي يراها الآخرون سعيدة ومرحة ولا يعاني كتفها من الوجع أو عمودها الفقري من الألم أو قلبها من الوجع..
وحيدة أنت جدًا……وهم لا يعلمون.