أ.رشا عادل بدر
إهداء لـ د. آلاء القطراوي ولكل أم فلسطينية ثكلى
طفلٌ تعلَّمَ..
من ناقوسِ خيبتِه
يعقوبُ يبكي على أعقابِ صرختِهِ
طفلٌ يفتِّشُ عن أحلامِ ذاكرةٍ
بكى زمانًا على خذلانِ أخوتِهِ
مازالَ يرسمُ أحلامًا على ورقٍ
طفلٌ تجمَّلَ في أثوابِ طاعتِهِ
صلى إلى الله لمّا كانَ معجزةً
لم يعرفِ الكونُ شيئًا عن نبوءتِهِ
في كفِّهِ جذعُ أحلامٍ مؤجَّلةٍ
مازالَ يغرسُهُ في جوفِ بلدتِهِ
مازالَ يبحثُ في الأوراقِ عن وطنٍ
يخيِّطُ الجرحَ دمعٌ في عباءتِهِ
مازالَ ينكرُ أنَّ الجرحَ آلمَهُ
وأنَّ موتًا يرى آثارَ صدمتِهِ
وأنَّ يونسَ في حوتِ الظَّلامِ يرى
شمسَ الحياةِ على أبوابِ ظلمتِهِ
مازالَ يحلمُ أنَّ الظُّلمَ منكسرٌ
وأنَّ للحقِّ سيفًا في حقيبتِهِ
العينُ نادَتْ حثيثًا هل أرى عُمَرًا
هل ثَمَّ معتصمٌ يأتي لِنُصرتِهِ
من ذا يترجمُ خوفًا في الوجودِ طغى
كلُّ اللغاتِ اختفَتْ قُدّامَ لوعتِهِ
طفلٌ رثى بينَ دمعِ الحاضرينَ يدًا
يغتالُها الصَّمتُ عمدًا مِن براءتـِهِ
بنتُ الشُّموسِ تنادي: أينَ غابَ أبي
من يمنعُ الموتَ عنِّي غيرُ نجدتِهِ
“أوركيدتي”… “يامنٌ ” … “كنان” أينَ هُمُ
وأين “كرملةٌ” غنَّتْ بنونتِهِ
تجاهلَ الكلُّ دمعي حينَ أغرقَنِي
حتى تَصَلصلَ في شعري بطينتِهِ
هل سوفَ يذكركَ التَّاريخُ يا وجعًا
أم هل سَيَطوي كتابي دمعُ سيرتِهِ
خنساءُ عصري أداري أنَّني ألمٌ
يعانقُ اللهَ أيامًا لنصرتِهِ
من أولِ الحربِ لم تشرقْ شموسُ غدٍ
لم ألمحِ الصُّبحَ في آثارِ ضمَّتِهِ
من بادئ الخلقِ نادتْهُ خطيئتُهُ
متى يكفِّرُ يومًا عن خطيئتِهِ
يا ليتَ لي قوةً للقدسِ تحملُني
يَفدِيهِ قلبٌ تسامى في بطولتِهِ
هذا ابنُ غزةَ يبكي في الأنامِ سُدًى
متى نُوافيهِ في أطرافِ غربتِهِ
هويةُ الكونِ ضاعَتْ.. كيفَ نُرجِعُها
وكيفَ يَرجِعُ غازٍ عن فظاعتِهِ
أطفالُنا في جموعِ الكونِ نعرفُهُمْ
والقدسُ يسمو ويعلو في انْتفاضتِهِ
هل من صلاحٍ يُلبِّي رَجْعَ صرختِهِمْ
ما إنْ تخلَّى مُغيثٌ عن شهامتِهِ
أمٌّ تواسي رضيعًا تستغيثُ ولا
يأتي المغيثُ يُلبِّيْ صدقَ دعوتِهِ
أينَ الذينَ تخلَّوا عن عروبتِهِمْ
أينَ الجميعُ وأيني…؟ من براءتِهِ
القدسُ غالٍ وقلبي يرتدي أملًا
مازلتُ أغرسُ أشعاري بِتُربتِهِ
ضفائري من لُجَينِ الشَّمسِ أَغزلُها
كي أستعيدَ “صلاحًا” في صلابتِهِ
نادَتْ له امرأةٌ قالَتْ.. “أَمُعتصمٌ”
فأسكَتَ الكلَّ تخليدًا لزفرتِهِ
أُسْدٌ يلبِّي نداءَ المَجدِ ساعدُهُمْ
يعانقونَ نبيًّا في شجاعتِهِ
واليومَ أَرثِي وليدًا لم يجِدْ وطنًا
ولم يجِدْ أحدًا يسعى لِنُصرتِهِ
ماتَ الجميعُ ولمَّا عاشَ آخرُهُمْ
عيسى تزلزَلَ مِن ناقوسِ قوّتِه