تتزايد التوترات في منطقة الشرق الأوسط بشكل متصاعد، لاسيما العلاقات الخارجية لإيران فهي موضوعًا حيويًا في السياسة الحالية، وأصبحت المنطقة على حافتي صراع محتدم، فالتوترات مع إسرائيل، والجهود الدبلوماسية في المنطقة، وتأثير الأحداث الدولية على السياسة الإيرانية، كلها تدور حول انفجار الصراع بأي لحظة.

أضف ارتفاع الدعم الروسي لإيران بالتزامن مع الدعم الأمريكي لأوكرانيا، فهناك الكثير من التحديات وبعض الفرص التي تواجهها إيران في سياق العلاقات الخارجية.

هناك رأي بارز في إيران ومنتشر في الصحف الإيرانية، يناقش ضرورة تجنب التصعيد العسكري في ظل الظروف الحالية، وأنه لابد من تعزيز الحوار والدبلوماسية الذي يجب أن يكونا الأولوية في التعامل مع التوترات الإقليمية، وهذا لضمان الاستقرار في المنطقة، ولما تشهده إيران من مشاكل داخلية كثيرة جداً منها اقتصادي، واجتماعي، وأمني لاسيما بعد سقوط طائرة إبراهيم رئيسي واغتيال إسماعيل هنية.

كما أن التهديدات الأخيرة لحزب الله والارتباط اللصيق مع استراتيجية طهران في الصراع قد تؤدي إلى تفاقم التوترات.

بالمقابل لا توجد خطوات جدية تتخذها إيران -التي تسببت سياستها بتهديدات كثيرة لدول الجوار وحروب ودماء- لتقليل التوترات في المنطقة، بما في ذلك تعزيز التعاون والعلاقة الجدية مع دول الجوار.

علماً أن العلاقة الجيدة مع دول الجوار لو كانت فإنها تسهم في تحقيق الاستقرار وتعزيز الأمن الإقليمي فهذا كله من التحديات التي صنعتها إيران لنفسها في المنطقة، رغم العناوين التي تطرحها ولم تلقَ اكتراث كعنوان أنه (شيعي سني واحد)، وهم من ضخوا الكثير من الضخ الطائفي في المنطقة وابتزاز شعوب المنطقة بعناوين طائفية، لم تكن شعوب المنطقة تلقي لها بالاً ولم تفكر هذه الشعوب بهذا المنطق الطائفي الذي صنعته إيران.

 ثم التأكيدات الإيرانية على أنها سترد على أي اعتداءات في الوقت المناسب، مما يعكس موقفًا تجاه التهديدات رغم عدم رغبة النخبة والشارع الإيراني بالحرب وتهديد الاستقرار الإقليمي لإيران نتيجة ما فعلته في المنطقة.

وتناول كتّاب في صحيفة دنياي اقتصاد الإيرانية، بأنه لو حصل تقارب بين الرياض وطهران، قد يساهم في تحقيق الاستقرار في المنطقة. وناقشت الصحيفة كيف يمكن أن تؤثر هذه الديناميكيات على العلاقات الإقليمية والدولية، وأنه لابد من علاقات وأهمية بناء تحالفات استراتيجية لمواجهة التحديات الطارئة.

وأن إيران بحاجة إلى استراتيجيات جديدة في هذا الصدد، وتشدد الصحيفة على ضرورة وحدة الموقف بين الدول الإسلامية لمواجهة التهديدات المشتركة.

فإيران خرّبت الكثير من علاقاتها بدول المنطقة، وعسكرياً ليس أمام إيران سوى التوجه للروس وقد طلبت إيران من روسيا طائرات سوخوي 35 في مقابل الدعم الأمريكي لأوكرانيا بـ إف 16 وكذلك وراء الدعم الأمريكي لإسرائيل في النزاع في غزة، فالولايات المتحدة تسعى للحفاظ على نفوذها في المنطقة من خلال دعم إسرائيل.

فالعلاقات الخارجية اليوم تلعب دورًا حاسمًا في تشكيل السياسات الإيرانية، التوترات مع إسرائيل، والجهود الدبلوماسية في المنطقة، والتقارب المحتمل مع الدول الأخرى كلها عوامل تؤثر على مستقبل إيران في الساحة الدولية.

لاسيما مع تشكيل الحكومة الجديدة التي تحتاج استراتيجيات فعالة للتعامل مع هذه التحديات.

لذلك يحاول نظام إيران أن يناور بمسائل مختلفة، بما في ذلك قضية القوميات في إيران، مثل استخدام رئيس حكومة پزشکیان وهو تركي أذري وكردي، وتأثير ذلك على تحسين العلاقات مع أكراد إيران ومع الأذريين، لكن هذه القضية مقارنة بحجم المشكلة المتعلقة بالقوميات كجرح قديم، تعتبر ضئيلة جدًا وكذلك المشاكل مع الأذريين والتركة الكبيرة السلبية التي تسببت بها القومية الشعوبية الفارسية بالعلاقة مع القوميات الأخرى المكونة للشعب الإيراني.

فحاول پزشکیان خلال رحلاته الدعائية للانتخابات، وفي إجابته على أسئلة الصحفيين باللغة الكردية، أن يظهر وجهًا مختلفًا عن نفسه. وقد وعد بالمساواة ومشاركة جميع القوميات والفئات، سواء كانوا رجالًا أو نساءً، لكن التجربة التي تمتد على 45 عامًا أظهرت أن هذه الوعود، حتى لو كان الشخص الذي يطلقها يرغب حقًا في إحداث تغيير، لكن لا يمكن تنفيذها بظل الواقع المتسارع والتراكم الطويل.

أعتقد أنّ پزشکیان سيكون أضعف رئيس جمهورية إصلاحي، حيث أظهر منذ البداية عدم قدرته على اتخاذ القرار، واستقالة ظريف، والحقبة الحالية المليئة بالتحديات الداخلية والخارجية، والوضع الاقتصادي والاجتماعي والأمني كله يشي بحالة من الضعف والتعثر

باختصار، حتى لو أراد پزشکیان، إجراء إصلاحات وإعادة بناء الثقة في هذه الأوقات فلا يمكنه حل كل تلك القضايا المتراكمة، ولن يسمح الوقت والظرف له بذلك، وكما قال البخاري خبير حكومي: لا أعتقد أن حكومة بزشكيان تستمر إلى السنة الرابعة.

د. زكريا ملاحفجي

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *