الإصلاح حاجة ضرورية
نعيش حالة من غياب السلطة والقيادة وغياب تحقيق أهداف الناس عبر مؤسسات حقيقية.
لهذا يتحتم علينا جميعاً إعادة إطلاق مسار الإصلاح لهذا الواقع الذي نحن عليه وإفساح المجال له وليس ترسيخ هذه الحالة من التآكل الداخلي.
ولا إصلاح دون سلطة، سلطة حقيقية وليست صورية كعناوين بلا مضمون أو مضامين ضعيفة، فعدم السلطة سبب كل بلاء، وشرعية تلك السلطة تكمن بمدى قربها من وجدان الناس ومشاكلهم وأهدافهم التي اندفعوا من أجلها، لاسيما في ظل غياب رؤية للحل الكلي في سورية.
فكل مجتمعٍ بلا سلطة، هو ضياع وشتات، وفوضى بشرية، لا ضابط لها، والرضوخ لهذا الواقع دون سعي حثيث لإصلاحه وتغييره بمنطق عقلاني واعي ينشد النهوض المستمر هو استسلام للشتات الذي نحن فيه، والقوى الجماهيرية التي انفجرت يوماً للتغيير هي مهيأة لتعاود الكرّة مالم تشعر بالعدل وترى من يسيس أمورها ويسعى لصلاح حالها، فمن يتجول اليوم في المناطق السورية كلها ويجلس مع الناس في أزقة الشوارع والجلسات الشعبية يرى مدى السخط والاحتقان الذي في النفوس، وحُق لهم ذلك فهذه الحياة لاتشبه الحياة، وكل بقعة في سورية تحمل كمونا داخليا للانفجار في أي وقت كان، وربما المسؤولية الأكبر تقع على مناطق الثورة والمعارضة التي تحمل التغيير هدفا و التي تتجمع فيها قوى جماهيرية كانت انفجرت يوماً ضد الاستبداد ولاتزال، لكنها تعيش حالة لا توصف من البؤس يعيشه كل السوريين من ازدياد الفقر والجهل والتسرب من التعليم والشتات والتراجع الاقتصادي وغياب المنشآت الاقتصادية حتى الصغيرة منها لتوفر فرص عمل للأيدي العاملة، وهذا يخلق حالة من الضغط الذي يولد الانفجار مالم يتدارك عقلاء قومنا تلك الحالة وتتحقق السلطة الحقيقية التي تدير شؤون الناس وتنشد مصلحتهم وخدمتهم، أو أن أمامنا مزيدا من الضياع والشتات الذي يهدد بالانفجار..
فنحن بعد الأحداث الجارية وفي ظل انسداد أفق الحل السياسي، بحاجة إصلاح حقيقي وسريع أو الانفجار والضياع لما تبقى، فالمتربصون كثر، وآن الأوان لتفعيل مؤسسات حقيقة تحقق تطلعات الجماهير بإدارة شؤونه بلا استبداد وظلم وبلا تنازع فوق رؤوس المدنيين الذين لا زالوا صابرين من أجل هدفهم، رغم أن أكثر من مليون منهم يسكنون قرى من القماش (مخيمات) منذ سنوات يتطلعون لحياة كالحياة فقط …
أ. إحسان الجابري
كلام قمة في الروعة ويحتاج الى جهد وعمل لتحقيق مايمكن تحقيقه وانقاذ ماتبقى ..
نحن نسير بمنحدر خطير وعلينا كبح جماح سرعتنا والتوقف للمحافظة على مابقي من مكاسب تحفظ ماء وجهنا امام من يتربص بنا