“زمن المقالح عبد الكريم”
جديد إصدارات الشاعر والروائي الناقد علوان مهدي الجيلاني
أ. أحمد النظامي
صدر حديثاً عن (مؤسسة شعراء على نافذة العالم للثقافة والإبداع) بصنعاء، كتاباً بعنوان « زمن المقالح عبدالكريم» للشاعر والروائي الناقد اليمني الكبير علوان مهدي الجيلاني. يُقدّم الكتاب بشكل سردي الصداقة التي جمعت الجيلاني بالكاتب الروائي المقالح عبد الكريم الذي رحل عن دنيانا بشكل مباغت وفاجع قبل سنتين (ديسمبر 2021م)، تستعيد سردية الكتاب لحظة التعارف بين الكاتبين في مطلع عام 1997م، ثم تطورها لتصبح اشتباكاً إبداعياً وثقافياً ونقدياً تتابعت وقائعه حتى ربيع عام 2005م، و يسرد المؤلف تلك الوقائع التي اشتملت على حوارات معمقة وكتابات أنجزها كل منهما عن الآخر، ومواقف إنسانية جمعتهما، تظهر من خلالها فرادة التكوين الثقافي، الذي جعل ائتلافهما ممكنا رغم اختلاف المُؤسسات. وقد حرص الجيلاني على جعل سرديته تبدو صورة حية لصديقه المقالح، تبرز تميزه الإبداعي، وثقافته، ومواطن تفرّده عن أبناء جيله، خاصة جوانب اهتمامه كقاص وروائي في السينما وببناء أسلوب مختلف في الوصف، مشيداً بقدرات المقالح المذهلة على اجتراح حوارات لا يماثله فيها أحد في المشهد الثقافي اليمني.
ويمثل الكتاب من جهة أخرى سردية رائعة لجيل التسعينيات الذي يبدو بطلاً ثالثاً يساير الكاتبين ويعايشهما لحظة بلحظة، حيث تبرز تجليات زمن الملاحق الثقافية، وزمن المؤسسات الأدبية، وهي الفترة التي طالما تناولها الجيلاني في كتبه التي تؤرخ للمشهد الثقافي اليمني، معتبرا الجيل التسعيني حالة فارقة فيه. ويقع الكتاب الذي يأتي صدوره في إطار مشروع إصدارات مؤسسة شعراء على نافذة العالم برئاسة الشاعر الأستاذ محمد الذهب في(517 صفحة) من القطع المتوسط ،ليمثل إضافة نوعية للمكتبة والوسط الثقافي ،مجسداً أروع نماذج الوفاء الجيلاني؛ لأديبٍ متعدد السطوع والتجلي.. الراحل إلى فراديس الخلود المقالح عبدالكريم. يشار إلى أن القاص اليمني عبدالكريم المقالح، الشهير بـ”المقالح عبدالكريم”قدم إلى الدنيا في صباحات عام 1976م…وفي العام 1997م نال شهادة الثانوية العامة، وبدأ ينشر قصصه وكتاباته عام 1995م. وكان أحد أعضاء النادي الأدبي في صنعاء عام 1997و أحد الأعضاء المؤسسين لنادي القصة اليمنية (إل مقه) عام 1999م. تفرَّغ للعمل الصحافي، حيث التحق بصحيفة “الثورة” اليمنية محرراً في ملحقها الثقافي عند مطلع الألفية الجديدة. كما عمل سكرتير تحرير لمجلة “اليمنية” التي أعادت إصدارها “الخطوط الجوية اليمنية” عام 2001م. ترأس تحرير مجلة “سرد” الصادرة عن “نادي القصة اليمنية”. ابتكر أسلوباً جديداً للحوارات الصحفية مع الأدباء حقق نجاحاً كبيراً. اهتم بالكتابة عن الفنون التشكيلية. حصل على جائزة رئيس الجمهورية في السرد عام 2003م. أعماله المنشورة: غريب الوقت الضائع.. مجموعة قصصية صدرت عن مركز عبادي بالاشتراك مع نادي القصة إل مقه، صنعاء- عام 2001م. حكايا صنعانية.. مجموعة قصصية صدرت عن الهيئة العامة اليمنية للكتاب عام 2003م. باب اليمن- حزيز.. رواية صدرت عن دار عناوين بوكس في القاهرة، بعد موته بأربعة أسابيع، يناير 2022م. دراسات تناولت تجربته: هناك مجموعة أعمال أخرى تناولت تجربته منها: المقالح عبدالكريم والمدينة الحديثة، قراءة في قصة “رعايا درب الضياع”، الكاتب عبدالله علوان، صحيفة 14 أكتوبر، بتاريخ 6 تشرين الأول (أكتوبر) 1997م. كانت تجربته جزءاً من تناولات كتاب “القصة اليمنية – الموقف والأسلوب”، للكاتب عبدالله علوان، صدر عام 2010م. تطور الخطاب القصصي من التقليد إلى التجريب، القصة اليمنية نموذجاً، الدكتور إبراهيم أبو طالب، دار غيداء للنشر والتوزيع، عمَّان 2016م. غادر المقالح عبدالكريم دنيانا في صباح الإثنين ال19 من كانون الأول (ديسمبر) 2021م بصنعاء إثر إصابته بذبحة صدرية مفاجئة.. مخلداً بصماته في صفحات من نور لم يأكل منسأتها الزمن.