نظام الأسد نظام احتلال
إن مقاومة السوري للاحتلال الأسدي، شرف يعتز به السوريون، وهو مصدر للتباهي أمام الأمم لأنه نضال ضد توحش. فما من شعب كريم وقع تحت الاحتلال إلا ومارس المقاومة. وهذا بدأ مع استلام حافظ الأسد الحكم في سورية، بانقلاب عسكري ومجازر.
لقد أيقن الشعب السوري هذه الحقيقة منذ بداية الاحتلال الأسدي، وعلى مدار أكثر من نصف قرن قدم أرقاما خيالية من الشهداء والاسرى.
وإذا كان الشهداء قد رحلوا بأجسادهم عنا ودُفنوا في باطن الأرض، فإن الأسرى قد غُيبوا بداخل السجون، ونالوا أشد العذاب والحرمان من غاصب أرضهم وسالب حريتهم.
إن هؤلاء الأسرى في الوعي الجمعي السوري، ليسوا مجرد أبناء الوطن المغيبين. بفعل السجن، بل هم أبطال ناضلوا وضحوا، فأفنوا زهرات شبابهم خلف قضبان السجون، من أجل سوريا وترابها. وهم أيقونات الحرية الذين ينتظر شعبهم عودتهم. وحتى تتحقق هذه العودة، يرى الشعب السوري أن من حقه المطالبة، لهؤلاء الأبناء بالإفراج الفوري والكشف عن مصيرهم، وفقاً للقوانين والأعراف الدولية.
إن قضية المعتقلين، تعتبر جزءاً أساسيا من نضال السوريين، وأحد أرسخ دعائم مقاومات القضية السورية. وتحتل مكانة عميقة ومتقدمة في وجدان الشعب السوري، لما تمثله من قيمة معنوية ونضالية وسياسية لدى كل السوريين على اختلاف انتماءاتهم وتوجهاتهم.
لقد فتح الاحتلال الأسدي سجونه ومعتقلاته، منذ بداية احتلاله لسورية، وزج في غياهب السجون، مئات الآلاف من السوريين، من كافة فئات وشرائح الشعب السوري، ذكوراً وإناثاً، اطفالاً ورجالاً، صغاراً وشيوخاً.
فما من بيت سوري الا وعانى مرارة الاعتقال، وما من سوري إلا وجرب ويلات السجن والاعتقال. منهم من تذوق ذلك بجسده، ومنهم من رأى ذلك على جسد غيره من أفراد أسرته أو أقربائه وجيرانه وأصدقائه.
لقد شكّلت تلك الاعتقالات ممارسة يومية ودائمة، وأداة أسدية للانتقام وبث الرعب والخوف في نفوس السوريين والتأثير بصورة سلبية. كما تعتبر جزءاً أساسياً من منهجية الاحتلال للسيطرة على الشعب السوري، ووأد ثورته وإخماد مقاومته، و باتت الاعتقالات هي الوسيلة الأكثر قمعا و قهرا و خرابا للمجتمع السوري.
والأخطر من ذلك، وجود هذا التلازم المقيت و القاسي، بين الاعتقالات و التعذيب، بحيث يمكن القول إن جميع من مروا بتجربة الاعتقال، من السوريين، قد تعرضوا – على الاقل- إلى واحد من أشكال التعذيب النفسي أو الجسدي، مما جعل من السجن الأسدي نموذجاً تتجلى فيه الحالة الأسوأ في الاحتلال، على مدار التاريخ، لأن أهدافه و آثاره لا حدود لها، فهي تمس الجسد و الروح، كما تمس الفرد و الجماعة، و تعيق من تطور الأنسان و المجتمع.
لذا فإن تحرير الأسرى ضرورة حيوية لتعزيز ثقافة الصمود والثورة، إن التثقيف بخطورة الاعتقالات يُعتبر واجبا ملحا وضرورياً لحماية سوريا، و إن العمل من أجل مواجهة الاعتقالات و وقفها، بات ضرورة موضوعية لحماية المجتمع من خرابها.
سالي حاج بكري
كلام صحيح ونسأل الله الفرج عن المعتقلين لدى أبشع الأنظمة وأثرها إجراما على مدى التاريخ