أنشطة البيوت الروسية في الشرق الأوسط
تُعد شبكة البيوت الروسية في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، التي تعمل تحت رعاية “روسوترودنيشتفو” (الوكالة الفيدرالية لشؤون رابطة الدول المستقلة)، أداة من أدوات القوة الناعمة للكرملين التي تهدف إلى تعزيز النفوذ الثقافي وتشكيل صورة إيجابية لروسيا بين السكان المحليين. وتحاول موسكو من خلال الفعاليات التعليمية والثقافية والإعلامية الترويج للروايات المؤيدة لروسيا وتطبيع النظرة إلى سياستها الخارجية العدوانية بين سكان المنطقة وتوسيع شبكة تعاونها المحلي.
تُستخدم مصادر المعلومات الرسمية للبيوت الروسية في نشر التصريحات المتلاعبة للمسؤولين الروس، لا سيما تلك المتعلقة بأوكرانيا، بالإضافة إلى محتوى وسائل الإعلام الروسية الحكومية الدولية. على سبيل المثال، في 27 مايو 2024، نشرت قناة تلغرام التابعة للبيت الروسي في القاهرة منشورًا لوكالة سبوتنيك يتضمن عددًا من الادعاءات الكاذبة التي لا أساس لها من الصحة بأن الدول العربية “ترى أوجه تشابه بين دونباس والأحداث في الشرق الأوسط” لأن “دونباس كانت مهيأة لنفس مصير قطاع غزة”.
وقد نشرت مصادر المعلومات التابعة للبيت الروسي في تونس مرارًا وتكرارًا معلومات حول دعم الجالية الروسية في تونس للحرب ضد أوكرانيا، بالإضافة إلى دعوات لمواطني الجنوب العالمي لمعارضة “الروسوفوبيا” (معاداة الروس). وزعمت قناة تلغرام التابعة للبيت الروسي في عمّان أن “هناك نازية في أوكرانيا” وأن “روسيا وقفت إلى جانب الشعب الذي تعرض للإبادة الجماعية من قبل نظام كييف لمدة ثماني سنوات”.
تستضيف البيوت الروسية عروضاً للأفلام الروسية، بما في ذلك الأفلام الوثائقية التي تنتجها قناة “روسيا اليوم”. تقوم “روسوترودنيشتفو” بتعزيز علاقاتها مع الصحفيين المحليين، بما في ذلك تنظيم مائدة مستديرة حول الأمن الغذائي للصحفيين العرب في صيف 2024.
بدعم من شبكة البيوت الروسية لجهود موسكو الدبلوماسية في المنطقة، ارتفع عدد المتابعين لصفحات السفارات الروسية على مواقع التواصل الاجتماعي بنسبة 41% بين فبراير 2022 ومارس 2023.
أمثلة على الفعاليات الدعائية التي نظمتها البيوت الروسية في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا
في 9 فبراير 2025، افتتح البيت الروسي في الإسكندرية معرضًا للصور الفوتوغرافية مخصصًا “للحياة الحديثة للمدن البطلة التي اشتهرت بدفاعها البطولي خلال الحرب الوطنية العظمى”، كما شمل المعرض أيضًا المدن الأوكرانية المحتلة مؤقتًا، بما في ذلك سيفاستوبول.
في 1 أغسطس 2024، استضاف البيت الروسي في القاهرة معرضًا دعائيًا للصور الفوتوغرافية بعنوان “سكان المناطق الجديدة”، مخصصًا “لقصص المواطنين العاديين الذين يعيشون في أراضي “جمهورية دونيتسك الشعبية”، و”جمهورية لوهانسك الشعبية”، ومنطقتي خيرسون وزابوريجيا”.
في 26 مايو 2024، نظم البيت الروسي في الإسكندرية مائدة مستديرة بمشاركة روديون ميروشنيك، السفير المتجول لوزارة الخارجية الروسية، حول “الجرائم التي ارتكبتها أوكرانيا”. وقد تحدث ميروشنيك إلى وسائل الإعلام المحلية والشخصيات العامة والسياسية في الإسكندرية، مسلطًا الضوء على “انتهاكات أوكرانيا للقانون الدولي الإنساني، بما في ذلك قصف المدنيين في دونباس”. كما تناول آفاق تشكيل نظام عالمي جديد قائم على القانون والنظام والحرية والعدالة.”
في 25 مايو 2024، استضاف البيت الروسي في القاهرة عرضًا للفيلم الوثائقي “دونباس – أمس واليوم وغدا”، الذي يحكي عن “قسوة كتائب القوميين الأوكرانيين الذين قاتلوا في أراضي دونباس وموقف الغرب الذي لا يريد أن يلاحظ المجازر التي ترتكبها القوات المسلحة الأوكرانية بحق المدنيين”.
في مارس 2022، استضاف البيت الروسي في عمّان ندوة تضامنية بعنوان “الحقيقة من أجل روسيا، الحقيقة من أجل نظام عالمي جديد”. خلال الفعالية، تم مناقشة الحرب في أوكرانيا، حيث قدم نائب رئيس الجمعية الفلسفية الأردنية، موفق محادين، “تحليلًا تاريخيًا مفصلاً لسياسة الغرب التوسعية تجاه أوروبا الشرقية، وتوسع حلف شمال الأطلسي نحو الشرق بهدف تفكيك روسيا كدولة أوراسية”. كما شدد البروفيسور إبراهيم علوش، من جامعة دمشق، على “أهمية الدعم العربي لروسيا من أجل تشكيل عالم متعدد الأقطاب”.
Independent expert,
A. Bokach