أ.فاروق عبد الرزاق قناعة
يعدّ الفقر في سوريا أحد الظواهر السيئة التي ازدادت نسبته وخاصة على مدار الخمسين عامًا الماضية عندما استلم النظام البائد وحزبه الحكم .
وهناك عوامل كثيرة أدّت إلى انتشار الفقر بين الشعب السوري، منها انتشار الفساد الإداري ، ومنها سرقة خيرات البلاد وثرواته.
ورغم تصنيف سوريا من أغنى الدول العربية وتنوع الموارد الاقتصادية فيها من زراعة وصناعة وسياحة وثروات نفطية ومعدنية وباطنية وآثار، لم يبن النظام البائد أسسًا اقتصادية يعتمد عليها لإغناء الشعب، وتأمين حياة كريمة لمواطنيه بسبب فساد السلطة الحاكمة إداريًا واجتماعيًا.
ولقد أثبتت الإحصائيات أن معدلات الفقر في عام (2007)ارتفعت إلى (33,2)بالمئة وفق خط الفقر الوطني بعد أن سجلت (14.26) في عام 1997، أما في عام (2004) (11,39) وهناك عدة دراسات أن اكثر من نصف سكان سوريا كانوا تحت خط الفقر وفي عام (2011) مؤشرات صادرة عن مجلس الوزراء السوري حينها إلى ارتفاع معدل البطالة وفقًا للشرائح العمرية (15_24)عامًا، ارتفعت إلى (35,8) مقابل (20,4)في عام ( 2010) بنسبة زيادة أكثر من (75,5) بالمئة، ويعتبر هذا مؤشرًا قويًا يؤكد فشل النظام في إدارة الملف الاقتصادي للبلاد ومسار التنمية . مما جعل رب الأسرة حينها يسعى جاهدًا ليؤمن أكثر من عمل ليستطيع سد احتياجات أهل بيته من مستلزمات الحياة الضرورية لا الكريمة، وكل ذلك بسبب النظام البائد الذي لم يكترث لأبناء شعبه، وعاش مرفّهًا على حساب فقر الشعب عن طريق سرقة خيرات البلد وثرواته .
إن الفقر يعد انتهاكًا لحقوق الإنسان، وبعد سقوط النظام البائد وتحرير سورية منه، وانتقالنا إلى مرحلة جديدة وهي بناء سوريا الحديثة يجب على القيادة الجديدة أن تسعى جاهدة إلى تحرير الشعب من الفقر الذي جثم على صدره سنين طويلة، ومساعدته ليؤمن ما يجعله وأسرته يعيش حياة كريمة، وذلك عن طريق تأمين فرصة عمل له يغنيه عن ذلّ الحاجة والسؤال.
ولقد حث الإسلام على الرحمة بالفقراء وتقديم يد العون لهم، واستعاذ النبي عليه الصلاة والسلام من الفقر، وقال عمر بن الخطاب رضي الله عنه: لو كان الفقر رجلًا لقتلته، وقال لقمان لابنه وهو يوصيه: (يا بني أكلت الحنظل وذقت الصبر فلم أر أمرّ من الفقر) كل هذا يدل على شدة وطأة الفقر على الإنسان. وبعد انتصار الثورة السورية حان الأوان لنجمع قوانا للوقوف في وجه كل التحديات والحياة القاسية التي عاشها الشعب، وعلى رأسها الفقر، فمعًا نبني مستقبلًا يعيش فيه الناس بكرامة، وهذا ممكن إذا توفرت الإرادة.