مروان الحلو

 الدخول إلى الجحيم بعد أن خرجنا من كفر سوسة معصوبي الأعين مكبلين بالأيدي وبالأرجل وفي سيارة اللحمة وهي التي تنقل السجناء إلى تدمر، كان فيها ٢٨ شخص مع أغراضهم مكبوسين فوق بعض متل مخلل.!

 خرجنا من كفر سوسة ليلاً وصلنا إلى تدمر قبل طلوع الشمس نزلنا من السيارة متدحرجين ثم فكوا القيود (الكلبشات) مع صياح شيل أغراضك ولاك ..

 صف واحد واحد أمام الباب الحديدي ادخل واحد واحد، وكان هناك صفين من الجلادين حوالي العشرة ونحن ندخل الحلبة بالرفس والضرب إلى الباحة الاولى وهناك الكل  باللباس الداخلي وكل واحد جنب أغراضه، اخلع كل شي تفتيش كل الأغراض ضرب وقتل وشتائم، الكل يستلم أغراضه ويضبها ويجلس ينتظر دوره إلى الدولاب وما أدراك ما الدولاب كان هناك دولابين في الباحة قسموا النا س مجموعتين على كل دولاب مجموعة وبدؤوا القتل والصراخ والجلد كل واحد ١٥٠ كرباج فما فوق بالدولاب وبعدها الناس تجرجر حالها شحط من القتل والجراح والدماء إلى الباحة السادسة ومنها إلى مهجع ما يسمى الورشة دخلنا إليه حوالي الساعة اثنين ونمنا فيه إلى ظهيرة اليوم الثاني وبعدها خرجنا منه وتم توزيعنا إلى المهاجع وكان نصيبي هو مهجع ٣٣ وكان معروف مهجع البانياسية وكان رئيس  المهجع دكتور من بانياس اسمه ياسر عوني كان مدعوم من الشرطة والإدارة وكان قمه في الادب والاخلاق رحمه الله وسمي مهجع البانياسيه لأنه في حوالي ٢٠ من بانياس أو أكثر ودخلنا المهجع والكل ينظر إلينا ويريد أن يسأل ويعرف ويتعرف علينا وهنا تبدأ مرحلة الجدد كل فتحة باب النا قتله طالع الجدد ودخل الجدد ريثما نحلق على الصفر ونضيع مع المهجع وهذه المرحلة مدتها أسبوع او أكثر يومياً قتله للجدد  بعد الحلاقة،  قتلة الجدد وحمام الجدد مع قتله بعدها منصير من أهل المهجع، وأذكر أكلت قتله أنا وأخ معي مهندس ليش النا شوارب أكلنا ١٥ كبل على قفا الأيدي.!

 صارت أيادينا زرقاء من القتلة وبعدها اندمجنا مع عناصر المهجع وضعنا بالمهجع وصرنا من أصل المهجع وانتهت مأساتنا كجدد بالمهجع، وكانت أيام لا نعلم كيف تسير وإلى أين وما هو مصيرنا والأيام القاسية بدأنا نتأقلم عليها، هذه حياتنا ومصيرنا وينبغي أن نعيشها، ونترقب لعل يومٍ يأتي يحمل فرجاً ومخرجاً..

 وننتقل بكم بعد ذلك إلى حياة المهجع ٣٣ يتبع

مروان الحلو  سجين سياسي سابق

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *