_هو السبب.
وقفت بلا حراك لم تمنعني جروحي وكدمات جسدي التي تمزقني، حتى جبهتي التي تنزف وتكاد تعمي بصري…
كل هذا لم يكن السبب في إيقافي لكن ما أوقفني الكلمتين اللعينتين ” هو السبب” ما أوقفني وجعلني في صدمة لأعيد النظر ….
نظرت إلى حاله وحالي .. هو سليم لم يكن يملك حتى خدش في جسده، لم يكن يملك سوى دموعه الماكرة .. بينما أنا فكل قطعة في جسدي تصرخ بلا صوت “إنه السبب ”
رأيت المعلمة تركض باتجاهه وتحضنه بكل قوة وتواسيه وتنظر إليّ بحقد غير معلن وعتاب غير مبرر وبدل من أن تسألني :
ماذا حدث ؟ سألتني ……ماذا فعلت به ؟
أردت أن أسالها .. هل جُننتي؟ هل أصابك العمى؟
ألا تري دمائي وجراحي؟! هل صوت دموعه الماكرة! أقوى من صوت أنيني!
لكني لم أقل هذا بالطبع تحدثت وأنا أكتم غيظي:
_لم أفعل له شيئًا! هو من ضربني .
لكنه لم يمنحني مهلة كي أكمل جملتي و قال في استباق دفاعي وقد تخلى للحظات عن دموعه الماكرة وكأنه لم يبكِ مطلقًا:
_هو من بدأ العراك.
_لقد سلبني مقعدي داخل الفصل وحين أردت استعادته فعل بي هذا هو وأصدقاؤه.
صرخت المعلمة بي وكأنها لم تسمعني :
_لماذا لم تأتِ؟ هل تظن نفسك زعيم عصابة تأتي إلى هنا لتضرب الناس؟
قلت لها والغضب يحطمني هو وخيبة الأمل :
_ لقد أتيت إليك ولم تسمعيني
_فقررت أن تضرب الآخرين وتصبح الشخص السيء .
_الأ ترين أيتها المعلمة أنني الشخص الذي ضُرب .
_أرى أنك الشخص السيء .
كنت انتظر منها إجابة تعيد لي الحق.. حقي الذي أملكه .. حقي في الدفاع عن نفسي .. حقي في الدفاع عن ملكي…
لكن حين أجابتني أيقنت أن العالم لا يرى سوى ما يريد رؤيته وأن القوة ليست للحق وإنما للباطل الذي يملك صوت عالٍ ويدعي أنه مسكين وأنه على حق.