أ.محمد عبدالرحمن كفرجومي

ربَّاهُ لاتخذلْ لنا الأحلاما
… نِمْنا وقُمْنا ؛ قَهرُنا ماناما

من ثَمًّ نمنا ثُمًّ قُمْنا مرةً
.. في إثر أخرى نحسبُ الأيَّاما

لكن بقينا مثلما بتنا على
.. جمرٍ؛ نُعاني الْمُرَّ والآلاما

إنا حلمْنا أن نكونَ بدولةٍ
.. نحيا بها نَتَنَفّسُ الْأنْساما

تُمسي البلادُ خَميلةً مَزْهُوَّةً
..بٍحَضارةٍ تُعلي الْعُقولَ مقاما

ويعمُّ خَيْرٌ فائضٌ لاينتَهي
.. يُهْدي النُّفوسَ سَعادةً وسلاما

مِنْ دونِ أنْ يبتزَّنا ذو سلطةٍ
.. قد أتقنَ الإرهابَ والإجراما

يُحصي عليك القولَ بل ويزيد في
..قَوْلٍ عليه يُضيفُ عنكَ كلاما

فإذا شتمتَ الله أنتَ مُسامَحٌ
.. وإذا سببتَ الْحُكْمَ كنتَ مُلاما

يغشى بِلَيْلٍ دورَنا مُتَسَلِّلًا
..ويسوقُنا سَوْقَ النعاجِ يَتامى

وإلى سجونِ الظالمين يَجُرُّنا
!ويزُجُّنا ، أيَظُنُّنا أغْناما؟

ماذا يُقالُ عن السُّجونِ وحالِها
.. نمسي بها بغياهِبٍ أرقاما

فيها العذابُ كما عذابِ جهنمٍ
.. فيها نُحِبُّ الموتَ والْإعداما

إنَّا حَلُمْنا أن تكونَ ديارُنا
.. مثل الديارِ فلا تكونُ رُكاما

إنَّا حلمنا أن نزورَ الشَّاما
.. مِنْ غيرِ خَوْفٍ في النُّفوسِ تَرامى

نأتي إليها حالمين بوجهها
.. مُسْتبشرًا بقدومِنا بسّاما

وبقاسيونَ نكونُ في إطلالةٍ
.. عِنَدَ السًّحابِ معانقينَ غماما

تشتاقُنا حلبُ الّتي هتفت بنا:
!أأحِبَّتي لِمَ هجرُكُمْ أعواما؟

درعا وديرالزّوْرٍ إدلبُ رقَّةٌ
.. ما أسبلت هُدُبا، تعافُ مناما

حتى تضمَّ شتاتَنا أنحاؤها
..ويزولَ رجسٌ في الرُّبوعِ ترامى

طرطوسُ حمصُ حماةُ هذي حالُها؛
.. من جورِ ظلمٍ كابدتْ أسقاما

:واللاذقية والسُّوَيدا قالتا
!أينَ البشائرُ هل غدت أوهاما؟

تلكَ القنيطرةُ الجريحةُ أصبحت
.. في قَاعِ قَهْرٍ في الصدورِ أقاما

ذي حَسْكةٌ رغمَ التَّعَسُّفِ إنَّها
.. لِلْخَيْرِ تبقى منبعًا وَوِساما

سوريَّةٌ صَرَخت بصوتٍ هادِرٍ
:ودموعُها تعلو الخدودَ سِجاما

ثوروا على ظُلًّامٍكُمْ بضراوةٍ
.. لستُمْ لَهُمْ تَبَعًا ولا خُدَّاما

إنَّا شبعنا ذِلَّةً ومهانةً
!فمتى نعيشُ أعِزَّةً وكِراما؟

ومتى سنحيا دونَ رعبٍ فاجرٍ
.. يأتي الورى لِيُحَطِّمَ الأحلاما

إذ ليسَ يُلْجئُنا تجبُّرُ ظالمٍ
.. كُرهًا على أنْ نعبدَ الأصناما

تُمْسي لدينا كالورى حرّيَّةٌ
.. ظلمًا نزيلُ عنِ المدى وظَلاما

إنَّا حلمْنا أنْ نعيشَ كِراما
!هل ذا يضرُّ الْحُكْمَ والْحُكَّاما؟

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *