أ.عادل سميح

الجميلات هنّ الحزينات، الوحيدات والمتكئات على جدار يشبه كوخًا من الصمت ويختفين وراء ستائر الذكريات
حقيبة سفر صغيرة تشبه أحلامها التي بدأت كبيرة تعجز عن حملها وعيون لم تعد قادرة على تخزين الدموع فتسقي ورد خديها كل ليلة وبعد السفر في شريط ذكرياتها دون ملل واحتراق القلب في نار الشوق واحتضان الوسادة للحصول على لحظة دفء وانتصار الأسى على تاريخ طويل من الاحتمالات بحجة أن هناك … أمل
الجميلة هي الحزينة ..هي الوحيدة وإن كانت في ميدان من البشر ..هي المنسية بسبب انشغالها وهي المشغولة بسبب وحدتها وهي المجهولة بسبب صبرها ولأن الشكوى لن تفيدها ولا تعرف إن كان يهتم بهشاشتها أحد فهي الجميلة حين تستند على نفسها دون استعانة بالبشر وحين لا تنتظر الحب وحين تتمناه وحين تخشاه وحين تبحث عنه وحين تهرب منه وحين تستعين بقلبها أكثر من عقلها كي لا يسقط آخر حجر في جدارها..
هي ورقة النعناع فوق كوب من الشاي ..هي حبة الهيل في فنجان القهوة ..هي قطعة السكر في كأس العصير ..هي الحبة الأخيرة في عنقود العنب ..هي قطرة ماء في جوف العطش ..هي قبلة حانية بعد عتاب ..هي ضمة شوق بعد طول غياب
هي الألوان ..هي الموسيقى..هي الشعر ..هي النور..هي المطر
هي عيناك وأنت تمرين بها على هذه الحروف الآن..

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *