الخراب
أ. بيبو يوسف
_ أملك لك عرض لا تستطيع مقاومته.
_أخبرني ماهو؟!
_ هناك بيت منزوع الحياة، يحتله الخراب، لن تجد فيه سوى الركام سيعجبك العيش فيه، وأعرض عليك أن تشتريه ..
_هل تهزأ بي ؟
_كلا، أنا لا أفعل.
-إن لم تفعل ،فأنت بالتأكيد جننت؟
_ربما، ولكني لم أجن.. وعلى أي حال أين الجنون فيما أقوله؟
_هل تريد أن تبيع لي بيتًا يجتاحه الخراب ؟ وتريد أن تقنعني أنك لا تهزأ بي؟
_ لماذا يزعجك عرضي؟! وأنت تعيش في بيت مثله.
_ هل أنت أحمق ؟ أم أن العمى أصابك فلم تعد ترى ! ألا ترى البيت الذي أحيا فيه والذي يكاد أن يشبه الجنان من فرط جماله.. كيف تجرؤ وتخبرني بأني أحيا في الخراب؟
_هل حقا تحيا في منزلك الذي يشبه الجنة ؟
هل تحب زوجتك؟ هل تنظر لها!!
هل تستمتع بوقتك مع أولادك ؟
هل تشعر بالحرية وأنت تتنفس أنفاسك ؟
أم أنك لا تحيا هنا؟
تحيا في ماضٍ بعيد، كل ما فيه خراب وقصص لم تكتمل جعلتك تنهار…
أنت تحيا هناك مع حبيبتك التي لم تعد تفكر فيك،تذهب إلى عملك مجبرًا..تعيش في خرائب الماضي و تتجاهل جنان الحاضر.. لذا؛إن لم تروق لك بضاعتي، عش في جنان الحاضر واهجر خرائب الزمن الذي كان..