بدري البشيهي
مَنْ ذَا يُـطَاوِلُ سَـيِّـدًا عَــرَبِــيَّــا
بَلَـغَ الكَمَــالَ المُطْـلَـقَ البَـشَـرِيَّـا؟
سَــوَّاهُ رَبِّي بِالشَّـرِيـعَـةِ نَافِـخًـا
رُوحَ الحَـقِـيقَـةِ فَاسْـتَقَـامَ سَوِيَّـا
وَبِهِ اكْـتِمَالُ الدِّينِ يَعْـصِـمُـهُ الَّذِي
فَطَـرَ النَّـبِـيَّ عَلَى التَّـمَـامِ صَـفِـيَّا
وَجْهٌ بِهِ فَجْرُ المَحَـاسِــنِ جَامِـــعٌ
أَلَـقَ الغُـرُوبِ عَلَى جَمِـيلِ مُـحَـيَّـا
فَإِذَا أَهَلَّ أَضَاءَ مِنْ وَجَــنَـــاتِـهِ
شَــفَـقٌ يُـغَـازِلُ كُـحْلَـهُ النَّــبَـوِيَّـا
وَاسْأَلْ حَـلِيمَـةَ حِينَ يَأْتيهَا الدُّجَى
بَاتَ السِّـرَاجَ المُــؤْنِـسَ القَــمَـرِيَّـا
وَكَأنَّهُ الشِّـعرَ يُلَاطِـــفُ لَـيْلَــهَــا
أَبْدَى بَــرِيقَ عُـيُــونِـهِ النَّــجْـمِــيَّـا
سُبْحَانَ مَنْ خَـطَّ الجَـمَالَ بِجَفْــنِـهِ
قَـــوْسًـا يُــعَـانِـقُ خَـدَّهُ الخَـمْـرِيَّــا
فَإِذَا رَأَتْـهُ الكَـائِــنَــاتُ تَــرَاقَــصَـتْ
وَاسْأَلْ بِهِ أُحُـدًا هَـــوَى مَـغْـشِــيَّــا
وَإِذَا يُفَــارِقُــهَا تَــئِــنُّ مِنَ الجَـــوَى
وَاسْأَلْ أَنِــيــنَ الجِــذْعِ حَـنَّ بُـكِــيَّــا
حَجَرًا يُسَـبِّـحُ في يَــدَيْهِ فَــصَاحَــةً
وَالغُــصْــنَ لَـــبَّـى أَمْـــرَهُ المَـقْـضِــيَّـا
نَطَقَ الشَّهَــادَةَ مُعْــــــلِنًا تَوْحِــــيدَهُ
وَالـــدَّوْحَ شَـقَّ الأَرْضَ خَـــرَّ جِــثِـيَّـا
وَسَحَـابَــةً قَــامَـتْ عَلى ظِــــــــلٍّ لَهُ
وَالشَّـــاةَ رَقَّـتْ هَامَـــسَــتْـهُ نَـجِـــيَّـا
حَطَبًا هَــشِيمًا يَستَــحِـيلُ بِكَـفِّـــــهِ
سَيْــفًــــا يُــؤَيِّـــدُ فَـــتْــحَـهُ البَـدْرِيَّـا
وَاسْأَلْ عُيُـــونَ قَــتَــادَةٍ: مَنْ رَدَّهَا؟
بَـصُــرَتْ بِــتِـــرْيــَاقِ اللِّسَانِ جَـلِـــيَّــا
وَتَفَــجَّــر الصَّـــخْــرُ العَـتِـيُّ عُـذُوبَـةً
فَرَوَى النَّـــبـِيَّ وَجَـــيْـــشَــهُ الأَلْـفِــيَّـا
وَبِفَــضْلِ زَادٍ يَوْمَ خَــنْـــدَقِـهِ كَـــفَـى
زُمَــرًا تَـــرُومُ عَـــطَــاءَهُ الغَــيْــثِــيَّــا
سُبْحَانَ مَنْ جَعَـلَ الوَجُــودَ مُسَخَّــرًا
فَأَطَـاعَـــهُ بَــــرًّا وَكَـــــانَ وَلِــــــيَّـــا
جَازَ الطِّـــبَاقَ عَلَى بِــسَاطِ مَحَــــبَّـةٍ
وَالرُّوحُ يَــحْـدُو المُـفْـرَدَ الإِنْــسِـــيَّا
بُسِطَتْ لهُ الأَبْعَادُ يَعرُجُ في المَدَى
خَـلْـفَ المَـدَارِكِ والمَـــعَــارِجِ ضَـيَّـا
نُـورًا عـَـلَى نُــورٍ تَـجَــلَّى سَـابِـحًا
حَـتَّـى ارْتَـقَــى مَــــرْقًـى لَهُ أَزَلِـيَّـا
فَدَنَا تَــدَلَّى قَابَ قَوْسَــيْنِ انْــتَـهَى
بِالمُــنْتَـهَـى، فَـرَأَى العَـلِـيَّ وَحَــيَّــا
وَعَلَى بِسَاطِ القُرْبِ أُونِسَ وَاعْـتَـلَى
مُـتَـجَـاوِزًا عَــجْــزَ النُّهَى الأَرْضِــيَّا
هذا مَــقَــــامُ القُـــرْبِ أُفْـرِدَ لِلَّــذِي
نَالَ الشَّفَــاعَـةَ رَاضِــيًـــا مَـرْضِـيَّـا
والأَنْبِـيَـاءُ المُرسَـلُـونَ تَرَاجَــعُـوا
وَتـبَـادَلُوا هَــــمَّ النُّــفُــوسِ سَوِيَّـا
إلا الَّذِي نَــادَى وَقَـــالَ: أَنَا لَــــهَــا
لَا مَنْ لَـهَــا، عَــــبْـدًا أَتَــيْـتَ وَفِـيَّا
وَلَكُمْ لِواءُ الحَمْدِ رَفْرَفَ شَـــاكِرًا
بِالعَــرْشِ تَحْمَـدُهُ فَـرُحْـتَ رَضِـيَّـا
وعَلَى الصِّرَاطِ وَقَفْتَ تُنْجِـي أُمَّتِي
وَالحَــوْضُ يَــرْوِي مَنْ أَتَـاكَ صَدِيَّـا
تَسْقِي الأَحِبَّةَ فَاتِحًا بَابَ الرِّضَا
وَاللهُ أَظْـهَــرَ وَجْــهَــهُ الصَّـمَدِيَّـا
فَمَنِ الَّذِي في الخَلْقِ يُشْبِهُ سَيِّدًا
بَلَغَ الكَــمَـــالَ المُطْــلَـقَ البَــشَـرِيَّـا؟