أ.عادل سميح
المربع المفقود في جدارك ..الرتق الكبير في قلبك، الغصة التي تشعرين بها في صدرك كلما نال منك الحنين وأوجعك الفقد أو كل ما رأيت جدار الآخرين مكتمل دون نقصان فتشعرين بوحدة كبيرة بحجم الكون وكل ما وخزك الألم تكومين نفسك كأوراق الورد وتختفين في تلك الفجوة وفي ذلك الرتق وفي هذا الفراغ أنت الأجمل ولكنك لا تشعرين ..فذلك الرتق قد حولك إلى وردة ..إلى زهرة ..إلى ياسمينة ..إلى أروع مافي هذا الجدار وأجمل ما في هذه الحياة الأقدار التي نالت من أهم أحجار جدارك قد جعلتك أيضا زينة هذا الجدار وعطره وأجمل ما شاهدت عيناه أنت مستودع ثري لكل ما يحمله تاريخ الأنوثة وعبق النساء وسطوة الجمال وميراث السحر وتابوت الدلال مثل لؤلؤة داخل محار مختفية في أعماق المحيط ونائمة بين أحضان الشعاب المرجانية والصخور البحرية تنتظر غواصًا جريئًا وماهرًا ومدربًا في انتشال الكنوز من الأعماق ولكن الشرخ الذي خلفته حجارة الأيام الغادرة على زجاج قلبك والكدمات التي شوهت بها خناجر السنين الحادة جسد روحك والتجاعيد التى رسمتها ريشة الخيبات المتتالية على وجه أحلامك والأشخاص الذين كانوا سيضمدون جراحك كأطباء لم تجني من ورائهم سوى الوجع والطرقات التي سلكتيها عدوًا وقفزًا وهرولةً باعتبارها مختصرة وقصيرة وسالكة ولكنها أوصلتك إلى التيه الذي حاصرك فيما بعد الأشجار التي زرعتها في صحراء حياتك كي ترتاحين تحت ظلالها ذات صيف مشمس حارق البذور التي لم تنبت والسنابل التي جفت والأغصان التي يبست وقلبك الذي أصابه الوهن مبكرا جدا…
خجولة أنت مثل ياسمينة وحزينة مثل بنفسجة وهادئة مثل زنبقة ومبهجة مثل أقحوانة ويانعة مثل فاكهة طازجة ولكنك يتيمة الروح ووحيدة في منفاك وغريبة فى حديقتك وأسيرة خلف أسوارها العالية تنتظرين فارسًا من الفرسان أو قائدًا من الثوار أو عاشقا من الأساطير يفك جدائلك ويدس يده في طيات شعرك ويحطم قيودك ويغرس رايته على جزيرة ما في صدرك ويعلن الوصول اليك.