أ.ياسر يونس

عشرون عاماً وبالإظماء تُرويني

وأَطْعَمُ السُّمَّ في الزيتون والتينِ

وفي فؤاديَ نيرانٌ مُحرِّقةٌ

لَم تُبقِ إلا رمادًا في شراييني

أحرقتُ قلبيَ قربانًا لترحمني

من اللهيب فلَم تقبل قرابيني

خلَّفتُ قلبي جريحًا فوق مذبحها

وسِرتُ وحدي شريدًا في الميادينِ

عشرون عامًا ولا يأسٌ ولا أملٌ

ولا انتظارٌ ولا ذكرى تُسلِّيني

وتارةً في بحار الشك تقذف بي

وتارةً في جحيم الظن ترميني

أصحو وأغفو ولا رِيٌّ ولا ظمأٌ

في سكة رحتُ أطويها وتطويني

أمضي أُنقِّل أشلاءً ممزَّقةً

والدربُ حولي مليءٌ بالشياطينِ

تفرقوا في نواحي الأرض وانتشروا

وصوَّحوا الزهر في كل البساتينِ

ما زلتُ أركض محمولًا على خطرٍ

في سكة الوهم ما بين الأظانينِ

روحٌ مُعذَّبةٌ من طول ما حُبستْ

تضج من أسْر ذاك الماء والطينِ

عقلٌ تُشتتهُ الأفكارُ صِرتُ بهِ

لا أطمئن إلى شتى البراهينِ

سئمْتُ كلَّ الدساتير التي كُتبتْ

وما تسن البرايا من قوانينِ

وفي ضميريَ آلامٌ مُبرِّحةٌ

وفي حشايَ بقايا النار تكويني

ولي فؤادٌ كأنَّ الدهرَ حَمَّلَهُ

آلامَ كلِّ الضحايا والمساكينِ

وحاصرتْني أفاعي الأرض واغتنمتْ

أني وحيدٌ هنا في العالم الدونِ

تلك الأفاعي التي قد مزَّقتْ جسدي

ولم تُخلِّ دماءً في شراييني

وسكة في طريقي رحتُ أقطعها

يُميتني تيهُها طَوْرًا ويُحييني

وحدي هنا في ظلام الكون منفردٌ

أفر من أرْقَمٍ طاغٍ لتِنِّينِ

حتفٌ تؤجِّلُهُ الأحداث مُنْتَظَرٌ

يسعى وراء المدى حتى يلاقيني

أكاد أبلغُهُ حِينًا ويَبلغني

والسيرُ يُبعدني منهُ ويُدنيني

ماذا دهاني فلَمْ أعبأ بما حملتْ

لي الريحُ من نُذُرٍ بالشر تُنبيني

مسافرٌ في طريقٍ لا انتهاء لهُ

يلوح لي الآل من حينٍ إلى حينِ

أكاد أدنو إلي سِفْر الخروج وما

بلغتُ بَعْدُ المدى في سِفْر تكويني

من الأعمال الشعرية للشاعر عام (1993-2023)

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *