أ.عطاف سالم
ودّعَ البدرُ كوكبَ الرفقاءِ
بهجةَ الليلِ واحتفالَ السماءِ
وغناءَ النجومِ وهْيَ تلالي
وصفيرَ الرياحِ في الأجواءِ
مصحف الروحِ مِسْبحًا وانتشاءً
في دُجَى الأفقِ جنَّة الإسراءِ
ودَّعَ الطيرَ والغيومَ بومْضٍ
خَلْفَ تَلِّ الحياةِ دونَ بكاءِ
فمضَى مغربًا بوجهٍ رقيقٍ
شفَّ عن لوعةٍ ولهفِ لقاءِ
يتوارى وراءَ سورِ جبالٍ
سوّدَ الليلُ وجهَهَا في بهاءِ
يترجَّى ستارَهَا في حياءٍ
كاسفَ البالِ سامقَ الكبرياءِ
فأرَى النجمَ حائرًا كيفَ يبقَى
مفردُ النَّورِ دونَ عرشِ الضياءِ
وأرَى الليلَ مُطْرِقًا وحزينًا
بلَّلَ الدمعُ شَرْشَفَ الظلماءِ
ونباحُ الكلابِ يعلُو كأنَّ ال
بدرَ أمٌّ لكلِّ تيكَ الجِراءِ
خرقَ الصمتَ نوحَهَا في احتدادٍ
فاستفاقَ السُّباتُ عندَ العواءِ
أذّنَ الفجرُ في وجومِ السّهارَى
فسرَى النور ناعسًا في خفاءِ
أيُّهَا البدرُ يا رفيقَ الأمانِي
صفّقَ الحبُّ عندَ سفحِ الضياءِ
فتنامَى السلامُ عندَ هجيعٍ
كنتَ فيهِ السمير كلَّ مساءِ