بين َ ارْتِعَاشَاتٍ تُـراوِدُها الدَّقائقُ والثَّوانِي.. هـَل تَرىٰ؟
يَتساءلُ العصفورُ عنْ طعمِ النَّدى..
عنْ نَخْبِ نَصْرٍ زَائفٍ.. قَالُوا: بَدَا!
عَـنْ أمنياتٍ هارِبَةْ..
هـَرِمَتْ خُطاهَا.. مُذْ هـَوىٰ!
بُــحَّ الصَّدَىٰ:
هلْ جَـاوزَ الغصنُ المدىٰ..
هلْ صَارَ نجمًا بازغًا..
أمْ حلَّ ضيفًا عِنْدَ أبناءِ السَّمـــَا؟
أوْ..
ربَّمـــَـــــا..
مهلًا أرىٰ.. ليلًا يباغتُ كرْمَنَا
يُلقي حبائلَ مَكْرِهِ ليناورَ..
تَهوِي نجومُهُ كلَّما زارَ الفضَا بعضُ الخريفِ.. بِلا رِدَا!
وأنَـا وأنتمْ مِنْ سريرِ الخوفِ ننتظرُ (البَرَاءْ)!
“صَلُّـوا لأجلِ الأبريــــــاءْ”
عدلًا نريدُ بلا رِيَـــاءْ..
أرأيتَ قومَ يمامةٍ
رَفَضوا البقــَاءْ!؟
حين َ اسْتَهانُوا بمُقْلـــةٍ ذهبيةٍ (زَرْقَاءْ)
تـَرىٰ الخطوبَ جليَّــــة ً خلفَ القصورِ وإنْ خَبَـتْ
بَعـــــــــضُ الجِرَاءْ…!
هــــذي الرؤىٰ لخميلـــةٍ، لمْ تَأتِ مَحْضَ هديةٍ أوْ.. صُدفةٍ، بـــَـلْ مِنْ سِراجِ القلبِ تلتمسُ الضِّياءْ.
طَلَــــعَ النَّهـــــارُ واليمـَــــامُ نـــَـائــِـــمٌ!
فتحَــــرَّك الصَّيـَّــادُ نحوَ عِيالــِـهِ، وانْقضَّ يفتكُ بالصِّغارِ على العَشــَــاءْ!
بينِ ارْتِعاشاتٍ تراودُها الدقائقُ والثّوانِي. لَوْ تَرَىٰ؟!
تتشـــــــاحنُ
الأصواتُ.. يُوقِظُها الثرى!
هذا الغبــَـــا أهدَىٰ القبيــــلة َ عُجْمة ً
للآنَ تسْكنُ بالحشــــَا.. للآنَ يَحْمِلـــُهَا الرِّداءْ!
كيفَ الشِّفاءْ؟
ــ أرنِي السماءْ..
نادَتْ عيالُ الريحِ: كيفْ!
فالكــــلُّ نــَـادَىٰ مـِنْ وَراءِ حِجابِهِ
أَنـِسَ الرِّثـاءْ!
سخِــــرَتْ شيوخٌ لمْ ترَ
لمَّا رَأتْ (زَرْقَاؤنــَــا) شَجَرًا صَغِيرًا آتيـــًا..
بـــَـارُودَ يَحمِلُ لا دواءْ!
صدقتْ عيونٌ تهتدي، كُحْــــل َ البصيرةِ ترتــدي
مِنْ كفِّ شمسٍ عانقتْ شُهبَ السَّماءْ..
نادىٰ الشِّتاءْ:
فلتتركـُوني عاريًـا، ما زلتُ أسبحُ كالجنينِ
بكِــيسِ ماءْ!
نـَـحُّوا الأغانيَ جانبًا..
وَلْـتُخبِرُوا طيرَ السَّما..
غابَ الرَّبيعُ عن الزّهورِ بفعلِ عَيْمٍ لمْ يزلْ
بالرَّوضِ يقتنصُ النَّماءْ!
نــَــادىٰ الشِّتاءْ:
نحُّــوا الأغانيَ جانبًا..
للآنٰ ترقدُ بالبيادرِ
قـــمحــةٌ
مَغْبـــُــــونَةٌ..
برَصَاصَةٍ عمياءْ
نادى الشِّتاءْ:
صلّوا لأجلِ الأبرياءْ
غابَ (البراءْ!)