أ.يحيى فاخوري

خضراءُ عينُكِ لا زُمرُد يُشبِهُها

يا من تهامسَ في عينيكِ أسراري

كأنها البحرُ لم تُدركْهُ أغواري

خضراءُ عينُكِ لا زُمرُد يُشبِهُها

ولا المروجُ على الأنهارِ والغارِ

أحني إليكِ جبينَ الحُبِّ مُنكسِرًا

كالساجدِ العاشقِ المخمورِ في النارِ

وشَعرُكِ الشمسُ قد ألقتْ ضفائرَها

على الثرى فتهادى اللَّيلُ للنّارِ

إن غبتِ ماتتْ على الأيامِ أغنيتي

وإن أتيتِ غدا الدُّنيا بأوتاري

والفمُ وردٌ على الأغصانِ مُزدهِرٌ

كأنَّه العسلُ السّائغْ لمِزْمارِ

والضحكُ منكِ ربيعٌ حلَّ في ألمي

يمحو همومَ الأسى يشفي بأقدارِ

يا بسمةً أشرقتْ في الروحِ فانْتفضتْ

بعدَ الذبولِ كوردٍ بينَ أمطارِ

لو غبتِ عنّي غدتْ أيّاميَ ظُلمةً

وصارَ عيشي جحيمًا دونَ أنوارِ

لكنّ حبّكِ في قلبي إذا عصفتْ

رِيحُ الأسى ظلَّ نبضًا غيرَ مُنهارِ

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *