أ.قاسم العاني
شَخَصَتْ عيونُ الحقِّ عن طُلّابهِا
من يرجعِ الأبصارَ بعدَ غيابِها
من يمسِكُ الموتَ المحيطَ ببلدةٍ
ظنّتْ بأنَّ العُربَ “أختُ حِرابِها“
النارُ والبارودُ والمنفى لمن
جرَّ الحياةَ بذيلهِ لخرابِها
فالعيشُ أن نرضى بموتٍ واحدٍ
والذلُّ أن نحيا بتفِّ تُرابِها
ملعونُ هذا الوقتُ يا ابنَ قضيّتي
وصمودهُ من راحتيكَ وقابِها
ونجاتهُ ستكونُ خلفَ سريةٍ
ليثورَ حطّابٌ على
أخشابِها
فتقولُ ياليتَ الزمانُ بكفّتي
لتكفَّ بعضَ العارِ عن أشنابِها
أبناءُ غزّةَ والرصاصِ وموقفٍ
أبناءُ بأسٍ رغمَ أنفِ مصابِها
ودمشقُ ترقبُ فجرها لتهيلهُ
بدمِ الفراتِ على سوادِ حجابِها
فيكونُ فيها السبقُ نصرةَ أهلِهِمْ
ليميزَ ربُّكَ قدسَهُ بصحابِها
ويشدَّ عضدَ نبيّهم بكواكبٍ
كالنورِ أيهمَ اقتديتَ تُرى بِها
عشقٌ فلسطينيُّ يخفقُ في دمي
كالرايةِ الحمراءِ فوقَ شبابِها
إنّا على دربَ الشهادةِ نهْتدي
ليعودَ “خطّابٌ” على أبوابها.