أ.خالد جويد
للمرأة السورية تاريخ حافل بالصبر والصمود ولديها من القدرات ما يجعلها تتحمل المحن والشدائد بمختلف ألوانها وأشكالها بطريقة قل نظيرها بين النساء…
هذه المرأة أثبتت للقاصي والداني قدرتها اللامتناهية على تحمل أقصى الظروف من خلال ما مرت به من ويلات ومن سنين عجاف إبان سلسلة من الحروب المتتالية…. وما عانته خلال هذه الفترة المؤلمة من قسوة الفقد والتشريد.
هذه المرأة جديرة أن تتبوأ صدارة النساء في وطننا العربي الكبير ليس فقط بما تحلت به من رباطة جأش وثبات وقوة إرادة ولا بقدرتها على مواجهة التحديات، بل أيضا بما حباها الله من جمال ورقة جعلتها تدفع بالمرايا كي تتوارى خجلا وهي تقف أمام ملامحها وجعلت أوراق الورد في حضرة نعومة أنوثتها تنزوي خلف كواليس النسبان
هي امرأة بألف رجل وهي في الوقت نفسه امرأة تليق بها كل تلك الأحلام السعيدة التي لا يجب ان يعبرها الحزن وهي أنثى تستطيع أن تستنطق كل مواطن السحر بعذوبة صوتها وسلاسة حديثها وجميل مبسمها وحلاوة لسانها
وكما قدر لأرض الشام أن تكون موطنا لزهرة الياسمين …أكاد أجزم أن عطر هذه الزهرة الأخّاذ ونقاء بياضها ونعومة ملمسها ما هي إلا امتدادا لتلك العروق التي نبتت في عيونها لنراها بكل هذه الملامح وبكل هذا السحر كأنها أنثى بنكهة الياسمين خلقت لتكون ملاكا على هيئة بشر.