ياسر يونس أ.
جلسَتْ شهرزادُ في المقصورَهْ
وأعادت روايةَ الأسطورَهْ
أَرسلَتْ شَعرها غدائرَ سودًا
عَقَدَتْها ضفيرةً فضفيرَهْ
ترتدي ثوبها الذي يكشف الحُسنَ
ويبدي المحاسن المستورَهْ
بَسْمَلَتْ، ثُم حَوْقَلَتْ، ثُم قالت
قصتي اليومَ قصةٌ مأثورَهْ
هذه القصة القديمة ليست
من حكايا الممالك المسحورَهْ
فانبرى شهريارُ يُصغي إليها
وهو يُخفي اشتياقَهَ وسرورَهْ
كان يُخفي هواهُ وهو يراها
فتنةً للرجال صوتًا وصورَهْ
بدأتْ شهرزادُ تحكي الحكايا
وتقص العجائب المنظورَهْ
قصة الفلاح الفصيح الذي قد
سلب الجندُ قمحَهُ وشعيرَهْ
قصة العسكر الطغاة وفرعونَ
مع الشعب في الليالي الأخيرَهْ
كيف ثار الفصيح والجند يُحصون
عليهِ شهيقَهُ وزفيرَهْ
فتش الجندُ دارهُ دون جدوى
ثُم راحوا يفتشون ضميرَهْ
كيف كانوا يراقبون خُطاهُ
كيف كانوا يراقبون شعورَهْ
سكتتْ شهرزاد حينًا وقالت
وهي تروي الحكاية المذكورَهْ
كيف ثار الفصيح يومًا فسارت
خلفهُ هذهِ الجموعُ الغفيرَهْ
كيف داست أقدامُهُ جندَ فرعونَ
وهَدَّت قِلاعَهُ وقصورَهْ
إنهم كَذَّبوا الظنونَ فثاروا
وتحدَّوْا كلابَهُ المسعورَهْ
كيف لم يخشَ بطش عسكر فرعونَ
ولَم يخشَ نارَهَ وسعيرَهْ
إنه ذاق قسوة الجوع والحرمان
والبرد والليالي العسيرَهْ
بيد أن الغبيَّ لم يفهم الدرس
ولَم يتَّعظ فلاقى مصيرَهْ
صمتتْ شهرزادُ حينًا وقالت
جَفَّ زيتُ السراج في القارورَهْ
صاح ديك الصباح يُؤْذِنُ بالفَجر
ويُنهي الحكاية المبتورَهْ
فاحتسى شهريار كأسًا فكأسًا
وهو فوق الأريكة المستديرَهْ
هزَّ كِتْفَيْهِ في هدوءٍ فصاحت
ما الذي عِند النَّسر للعُصفورَهْ
غَلَب النومُ شهريارَ فلمَّا
نظرتْ شهرزاد في البلُّورَهْ
أبصرتْ شهريارَ يَرقص فيها
ويُغني الأنشودةَ المشهورَهْ
غَلَب النومُ شهريارَ فنامواواتَّقوا الآن ظُلمَهُ وشرورَهْ