أ.محمد كمال أبو عايد

وُصُولًا إِلَيهَا مِنَ المُستَحِيلِ
وُقُوفًا عَلَى ذِكرَيَاتِ النَّخِيلِ

وَمَا كَانَ فِي الحُبِّ مِن مُقلَتَيهَا
يُضَمِّدُ جُرحًا بِقَلبِي العَلِيلِ

صُعُودًا إِلَى الشَّمسِ وَقتَ الشُّرُوقِ
وَقَد لَاحَ فِي كُلِّ قَلبٍ نَبِيلِ

حَنِينًا وَشَوقًا إِلَى وَجنَتَيهَا
وَعِطرُ الخُزَامَى عَلَى كُلِّ جِيلِ

أُحَدِّثُ نَفسِي لِمَاذَا افتَرَقنَا؟
وَفِي مُقلَتَيهَا فُرَاتِي وَنِيلِي!

لِمَاذَا تَرَكنَا وُعُودَ الصَّبَاحِ؟
وَفِي الصُّبحِ نُورٌ بِأَلفَي دَلِيلِ!

وَبَوحُ اللِّقَاءَاتِ يَجتَاحُ أُذنِي
وَدِفءُ الغُرُوبِ وَشَمسُ الأَصِيلِ

أَلا تَذكُرِينَ اشتِيَاقِي وَحُبِّي!
وَثَغرُكِ يَشرَبُ مِن سَلسَبِيلِي

أَفِي الكَونِ مِثلِي حَبِيبٌ يُغَنِّي!
وَقَد بَاتَ فِي حُبِّهِ كَالقَتِيلِ

لِمَاذَا افتَرَقنَا وَفِي القَلبِ نَبضٌ؟
يُسَابِقُ فِي الحَربِ دّقَّ الطُّبُولِ

فَقَالَت لِأَنَّكَ لَم تَحتَوِينِي
وَمَا قُلتَ فِي الحُبِّ غَيرَ العَوِيلِ

وَمَا جِئتَ فِي اللَّيلِ طَبطَبتَ فَوقِي
تُهَوِّنُ أَنَّاتَ حِملِي الثَّقِيلِ

وَمَا كُنتَ حِضنًا لِدَقَّاتِ قَلبِي
وَمَا كُنتَ تَسمَعُ هَمسَ الهَدِيلِ

وَمَا كُنتَ إِلَّا فَرَاشًا ضَعِيفًا
يُهَاجِرُ مِن كُلِّ جِيلٍ لِجِيلِ

لِأَنَّكَ ضَيَّعتَ كُلَّ الأَمَانِي
وَأَمَّنتَ بَيتِي بِخَيلٍ دَخِيلِ

فَدَاسَت بِأَرجِلِهَا فَوقَ خَصرِي
وَفَكَّت ضَفَائِرَ شَعرِي الطَّوِيلِ

لِهَذَا افتَرَقنَا وَسِرنَا بَعِيدًا
وَلَم يَبقَ فِي الشَّوقِ غَيرُ القَلِيلِ

وَلَو كُنتَ تَشتَاقُ حَقًّا لِثَغرِي
فَعُد فِي ذِرَاعِي وَمُت فِي سَبِيلِي

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *