أ.يحبى فاخوري
وَلِمَ لِسَانُ الخِيَانَةِ أَخرَسُ؟
وَلِسَانُ الاعتِرَافِ مَاكِرٌ أَملسُ؟
أَفبَعدَ عُمرٍ أَرَى غدرَهَا
كخِنجَرٍ بقَلبِي يُغرَسُ؟
فكَمْ كُنتُ بِالطِّيبِ أَحيَا وَالوِدَادَ أَحرُسُ
سَلُوا كُلَّ مَنْ مَرَّ بِنَا
كيفَ كُنتُ لِلوُدِّ أَغرِسُ؟
وكَيفَ يَكُونُ طَبعُ العقَارِبِ
وَغَدرُهُمُ الشَّرِسُ؟
فكَمْ كَانَ ومَا زَالَ قَلبِي
بَلسَمًا لِلجُرحِ يُلبِسُ
أُعَانِي مِنَ الطِّيبِ مَا عانَاهُ
فَارِسٌ بِحَدِّهِ يُحبَسُ
سَقَيتُكِ حُبًّا وَكُنتُ السَّنَدْ
وَعُمْرِي لِوُدِّكِ الحَارِسُ
فَكَيفَ تنكَّرتِ لِلوَفَاءِ؟
وَالخِدَاعُ لِلقُلُوبِ يُدَنِّسُ
أَيكفِي خِيَانَةُ عُمرٍ طَوِيلٍ
لِتَذرِي الهَوَى وَالمَغرِسُ؟
أَمَا كَانَ لِلحُبِّ وَالذِّكرَيَاتِ
حُكمٌ يَرُدُّ وَيُقبِسُ؟
وَلكِنْ سَيَبقَى لِيَ اللهُ دَائِمًا
يَكشِفُ الخِيَانَةَ وَلِقَلبِي الحَارِسُ
سَأَمضِي وَإِنْ كَانَ جُرحِي عَمِيقًا
وَأَحمِلُ صَبرًا عُنوَانًا وَالفِهرِسُ
وَسَأَكتُبُ في الصَّبرِ أَلفَ دُرُوسٍ
وَأَجعَلُ صمتِي هو الأَنفَسُ
وَسيأتِي يومٌ تَرينَ الجزَاءَ
بِمَا صنعَتْ يَدَاكِ وَالمَغرِسُ
فَتِلكَ الأَيَامُ غَدَتْ زَائِلَةً
وَكُلُّ الذِّنُوبِ لَهَا مَغْرِسُ
وَمَا عُدْتُ أَحفِلُ بِالكَاذِبِينَ
إِذَا كَانَ زَيفُهُمُ يُدَنِّسُ
فَسِرتُ وَقَدْ كَانَ ظَهرِي قَوِيًّا
بِإِيمَانِ قَلبِي الَّذِي يحرِسُ
وَجَدْتُ السَّلَامَ بِوَجهِ الصَّبَاحِ
وَأَدرَكتُ أَنِّي بِهِ أَنفَسُ