مصر العربية
اللغة المصرية القديمة كانت لغة أفروآسيوية منقرضة تم التحدث بها في مصر القديمة. وهي معروفة اليوم من خلال مجموعة كبيرة من النصوص الباقية والتي أصبحت متاحة للعالم الحديث بعد فك رموز النصوص المصرية القديمة في أوائل القرن التاسع عشر.
كانت اللغة المصرية واحدة من أقدم اللغات المكتوبة، حيث تم تسجيلها أولاً بالخط الهيروغليفي في أواخر الألفية الرابعة قبل الميلاد.وظلت اللغة الأدبية لمصر حتى عصر البطالمة والعصر الروماني. ثم تطورت اللغة المنطوقة إلى ديموطيقية، وبحلول العصر الروماني كانت قد انتقلت إلى اللهجات القبطية.
حلت اللغة العربية محل اللغة القبطية بعد الفتح الإسلامي لمصر، على الرغم من أن اللغة القبطية البحيرية لا تزال قيد الاستخدام كلغة طقسية للكنيسة المصرية ..
ولقد كان للغة العربية تاريخ نضالي طويل مع لغة أغلب البلدان التي دخلها الفتح الإسلامي .. فمن هذه الدول من لم تطاوعه قريحته على امتلاك ناصية اللغة العربية .. ومنها من كتب العلي القدير أن تصبح اللغة العربية لسانا ورحمة وبركة لهم ..
ومن أهم هذه الدول مصر، التي فتحها عمرو بن العاص رغم أن اللغة العربية كانت معروفة فيها قبل الفتح الإسلامي.. وخاصة في المدن الساحلية والتجارية…
كانت حركة التجارة المصرية قبل دخول الإسلام بين شبه الجزيرة العربية ومصر ، وكانت حركة الوصل بينهما هي مدينة غزة ، حيث كانت ومازالت غزة وشبه الجزيرة العربية ناطقتان بالعربية إلى يومنا هذا…
كذلك هاجر عدد كبير من القبائل من شبه الجزيرة العربية إلى مصر، والعكس…مثل هجرة قبائل كهلان التي استقرت في الجزء الشمالي الشرقي في مصر، وهجرة قبيلة بلي التي استقرت في القصير، ما سبب الاندماج بالشعب المصري والزواج من نسائهم، ما أدى إلى انتشار اللغة العربية في مصر… .
وقد أدى وجود العرب مع أقباط مصر إلى تشابه كبير وتبادل في المفردات بين اللغتين، الأمر الذي جعل بعض اللغويين يزعم أن هناك صلة قرابة بين الشعبين لأنه كان من الضروري دخول بعض المفردات العربية في القبطية ودخول بعض مفردات القبطية إلى العربية مثل لفظ ( قبس ) و( صداع ) و( مشط ) و (بردى ) .
وقد قال الإمام السيوطي في كتابه “الدر المنثور” أن تأثير القبطية على المصرية أدى إلى ذكر بعض الألفاظ القبطية في القرآن الكريم وذلك مثل قوله تعالى (( ولات حين مناص )) فقال: أي فرار بالقبطية .
ولكن بعد الإسلام وبعد فتح عمرو بن العاص لمصر، كان هناك صراع كبير بين اللغتين العربية والقبطية لأسباب سياسية واقتصادية ،ودينية … و ظل هذا الصراع قائمًا لوقت طويل إلى أن كانت الغلبة للغة العربية نتيجة للعوامل السياسية والاقتصادية والتي كان لها تأثيرًا واضحًا، فقد سعوا سعيًا دؤوبًا لتعريب لغة مصر، ونشر الإسلام فيها بالحسنى
وكان هذا من ضمن الانجازات التي قامت بها الدولة الإسلامية في ذلك الوقت
في القرن الثالث والرابع الهجري كانت مرحلة النصر للّغة العربية على اللغة القبطية، بسبب الكثير من العوامل التي ساعدت على ذلك:
• هجرة الكثير من القبائل التي تتحدث اللغة العربية بطلاقة وتنظم الشعر، مثل قبيلة الكنز التي هاجرت في خلافة المتوكل فتفرقوا في جهات كثيرة منها أسوان وشمال النوبة، وقبيلتي هلال وسليم اللتين هاجرتا في القرن العاشر ونزلتا الصعيد ، وسلالة جعفر الطيار الذين نزحوا من الحجاز بسبب ضغط بني الحسن .
• ضعف شوكة الأقباط خاصة بعد الثورات الدموية التي قاموا بها فكان رد فعل المأمون أن حضر بنفسه إلى مصر وأخمدها وقضى عليها وبذلك قضيَّ على آخر أمل للأقباط في مصر.
• بعد فترة قصيرة من الزمن كان التمكين من نصيب العرب في جميع الوظائف، حيث شغلوا مناصب في الزراعة، والتجارة، وكانت لهم الغلبة وكانت لغتهم هي السائدة والمستعملة، ما أدى إلى تراجع استخدام اللغة القبطية وهذا ما أماتها، وجعلها تندثر.
• وبعدها صدر قرار رسمي من الدولة بجعل اللغة العربية لغة رسمية للبلاد، وباتت لغة التخاطب في مصر العربية…

من admin

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *