أ.روضة محمد
حينما توفيت قال زوجها عنها: أنا فقدت الرفيقة، ولم يقل الزوجة لأن الزوجة تعوض أما الرفيقة فلا تعوض.
هي ابنة مدينة حلب؛ ولدت عام ١٩٦٧وبدأت مشوارها الفنيّ في سن التاسعة عبر إذاعة حلب ضمن برنامج” حكايا عمو رضوان” وهو برنامجٌ موجّه للأطفال، برفقة الملحن رضوان رجب -رحمه الله- إضافة لمشاركاتها المدرسية تمثيلاً وغناءً مع الراحل الإعلامي والأديب عبد الفتاح قلعه جي.
اقترن اسمها باسم زوجها الموسيقار سمير كويفاتي، حيث شكلا ثنائية تشبه ثنائية الرحابنة، وقد بدأت انطلاقتها الحقيقية ومسيرتها الفنية زواجها من كويفاتي حيث كان الداعم والسند لها.
تعتبر ميادة بسيليس الفنانة السورية الأولى التي شاركت في افتتاح الفضائية السورية، وذلك في العام ١٩٩٥م.
وكان لميادة العديد من المشاركات ضمن مهرجانات الأغنية السورية إذ تركت بصمةً واضحةً، ومختلفةً عن الكثير من المطربات، وهي من المطربات القلائل اللواتي مشين على طريق واحدٍ ومنهجٍ محددٍ، إذا رفضت الغناء في أماكن أخرى غير المسرح، على عكس غيرها من الفنانات وبنات جيلها.
أحيت بسيليس الكثير من الحفلات في أغلب الدول العربية، وحتى في أمريكا وأوروبا
غنّت ميادة لكبار الفنانين كأم كلثوم وفيروز وأغاني كثيرة من التراث الشعبي السوري
واعتمدت نمط الأغاني الهادئة، مثل:” وحدي بلا رفيق” “هوى تاني ” تلجك دفاني” رح ديماً أهواك “يا غالي” أحسنلك تروح” حيث وصل رصيدها إلى أربعة عشر ألبوما غنائيا..
وأوّل ألبوم صدر لها في العام ١٩٨٦م بعنوان “يا قاتلي بالهجر” وهي من أغاني الفلكلور السوري.
إضافة للتراتيل الدينية المسيحية المسجلة منذ بداياتها الفنية وحتى رحيلها
ناهيك عن شارات بعض المسلسلات السورية مثل شارة مسلسل أيّام الغضب.. أبناء القهر.. حنين…جواد الليل…قيود الروح…وغيرها…
لكن تبقى أغنيتها “كزبك حلو” الأشهر في تاريخها الفنيّ، حيث حصدت الجائزة الذهبية كأفضل أغنيةٍ عربيةٍ في العام 1999 والتي كانت بمثابة جواز سفر لها نحو الشهرة
أكثر ما يميز ميادة أنها إنسانة حقيقية واستثنائية لا تشبه غيرها، لها حضورها الخاصّ وصوتها الساحر وابتسامتها العفوية حتّى في أقسى لحظات الحزن..
رحلت الفنانة ميادة بسيليس عن عمر يناهز ٥٤ عاماً، بعد معاناتها مع مرض السرطان، وذلك بتاريخ 17- 3- 2021
ورغم رحيلها، لكنّ صوتها حاضر في قلوب الملايين من جمهورها ومحبيها..