أ.محمود جمعة

الشِّعر في عينيكِ أتعَبَ قائلَهْ

والعشقُ أسلمَ للغريبِ رواحلَهْ

ماذا إذا خنقَ الهواءُ قصيدةً

في صوتِ عصفورٍ يناجي قاتلَهْ

أو عادت الدنيا لعوبًا فجةً  

أغرى الدلالُ بها الصغيرَ وخاتَلَهْ

لو فرَّ ينهارُ الطريقُ أمامَهُ

أو عاد تُلقي في المحيطِ سواحلَهْ

تُهديهِ من وهمِ الليالي قبلةً

كاللصِ في الحانوتِ قبَّلَ نادلةْ

وتُريهِ من برقِ الشتاءِ ضياءَها

وظلامُه المخدوعُ عضَّ أناملهْ

 سترتلُ الأطلالَ حين يضمها

لا شيء غيرَ طلولِه لتحاولهْ

وتعيدُ شعرَ الفتحِ في وجدانِها

  وكأن طارق عاد وهي طُليطلةْ

بالأمسِ أحرقَتِ المراكبَ كلَها

واليوم عادت للشواطئ ذابلةْ

ولادةٌ أخرى ولا عشقٌ بها

غير الذي بالوهمِ مدَّ حبائلهْ

(إيساف) أغراها وقلبي كعبةٌ

لم يحتمل طهرُ المشاعرِ(نائلة)

يا هذه الأيام صمتًا خاشعًا

فالراهبُ الملتاثُ يخدعُ سائلهْ

والقلبُ مثلَ البحرِ غادر ذنبَهُ 

ومضى يعيدُ صلاتَه ونوافلهْ

ويرتبُ الأوراقَ فوقَ غصونِهِ

والغصنُ يُلحِقُ بالأخيرِ أوائلَهْ

النظرةُ الحرَّى ستغلقُ بابَها

وسينكرُ الطللُ القديمُ بلابلَه

مرِّي على جسرِ الحدودِ وغادرِي

وحقائبُ الأوهامِ خلفَك راحلةْ

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *