أوراق إيران المتساقطة
تستشعر إيران أن ورقة حماس و جناحها العسكري كتائب عز الدين القسام بقيادة السينوار رجل إيران المطيع التي فعلتها في عملية طوفان الأقصى تكاد أن تسقط عسكرياً و سياسياً ،و لم تستطع أن تستثمر في هذا الملف الدامي شيئاً يذكر لإدراك المحيط الإقليمي و الدولي لأهداف إيران الاستراتيجية الخبيثة ، و من ورائها المحور الداعم لها الصين وروسيا فكانت مصر والسعودية و قطر هم من يديرون ملفات التفاوض و التشاور بين حماس و إسرائيل. و هو ما أغضب إيران مما دفعها إلى تحريك أحجار جديدة.
كانت ورقة حزب الله هي الأولى في أن تلعبها إيران ضد إسرائيل بعد استنفاذ كرت حماس على الطاولة السياسية الدولية لعدة أسباب منها :
أوّلاً : القرب الجغرافي .
ثانياً : المناوشات المتبادلة ، و اغتيال إسرائيل لعدد من القادة اللبنانيين و الفلسطينين داخل لبنان.
ثالثاً : لستر عورة انكشاف الخداع الذي ورطوا به حماس في المعركة تحت يافطة وحدة الساحات الكاذبة ، و من دون أي غطاء إقليمي أو دولي.
فكان اختيارها تحريك ورقة الحوثي لأنها أقل أهمية بالنسبة لها من الأوراق الباقية ، فدفعت بهم إلى التعرض للملاحة الدولية في أهم شريان دولي يربط الغرب عموماً ، و الشرق كافة و هو البحر الأحمر.
وقد نسيت إيران أو تناست أن عبد الناصر قد وقع في هذا الخطأ في سنة 1967 عندما أغلق مضائق جزر تيران وباب المندب أمام السفن الإسرائيلية ؛ مما دفع الغرب و أداتهم إسرائيل إلى شن حرب مدمرة على ثلاث دول عربية ، و احتلال أجزاء منها سيناء والجولان و الضفة الغربية ، و هذا ما سيحدث للحوثي في اليمن ، و بالتالي إيران سوف تقص أذرعها في المنطقة و حرمانها من الاستفادة من هذه الأوراق الساذجة سياسياً ، فهي مستقتلة بإشعال النيران بعيداً عن بيدرها طمعاً منها لجني المكاسب بالسماح لها بإكمال مشروعها النووي.
آن لهذه الاسماك الصغيرة أن تعي حجمها و دورها ، و ألا ترضى على نفسها القبول بالتسمين في الأحواض الصغيرة لرميها في بحر السياسة الدولية لتأكلها الاسماك الكبيرة ، و خاصة إن كنا نؤمن بقول الله سبحانه وتعالى :
(ولقد كرمنا بني آدم…..)

من admin

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *