الحرية
الحرية…..
في الذكرى الثالثة عشر لقيام ثورة الكرامة السورية
وبعيدا عن الأحداث السياسية أفردت اليوم هذا المقال حول معنى الحرية من خلال الآتي:
من حكايا الإغريق القدماء التي تدور على ألسنة الحيوانات ، أن ذئبا قد ضمر حجمه، وظهرت عظام صدره، لأن الكلاب كانت بارعة جداً في إبعاده عن الأغنام!
فالتقى يوما بكلب تبدو عليه الصحة والسمنة، فقال في نفسه : لو أن لي قوة لمزقته بأسناني وأكلته.
ولما رأى عجزه وقلة حيلته ، أقبل على الكلب يمدحه قائلا:
تليق بك هذه الصحة والقوة يا حارس القطيع الأمين!
فقال له الكلب:
بإمكانك أن تصير مثلي ، اترك هذه الناحية من الغابة، وتعال أقم عندنا، حيث الطعام وفير!
فقال له الذئب: وما الطعام هناك؟
فقال له : ألذ الأطعمة ، وعظام الدجاج ، وطبطبة على ظهرك من يد السيد!
سال لعاب الذئب من كلام الكلب ، وقرر أن يمضي معه ، وأثناء المسير لاحظ أثراً في رقبة الكلب، فقال له: ماهذا؟
فقال الكلب : هذا أثر السلسلة التي يربطني بها سيدي.
فقال الذئب : إذن، أنت لست حرا في الرواح والمجيء!
فقال له الكلب: أحيانا ، ولكن لايهم مادمت أحصل على كل شيء.
فقال له الذئب : إني أختار الجوع مع الحرية على السمنة والسلسلة !
امض في طريقك ، العبيد لن تفهم أبدا أن الحرية أثمن من الخبز!
الحرية أثمن من الخبز !
هذه ثاني أجمل مقولة قرأتها عن الحرية،
أما الأولى فقول عمر بن الخطاب لعمرو بن العاص :
ياعمرو متى استعبدتم الناس وقد ولدتهم أمهاتهم أحرارا !
تسابق ابن لعمرو بن العاص وهو يومذاك أمير مصر مع قبطي ، فسبقه القبطي، فجلده وقال له: أتسبق ابن الأكرمين؟!
ولأن الظلم مر ، واستعباد الناس لا يستساغ ،
يأتي القبطي من مصر إلى المدينة ويرفع شكواه إلى الفاروق ،
الذي يرسل في طلب عمرو وابنه ، فلما حضرا بين يديه ، ناول درته للقبطي وقال له : اضرب ابن الأكرمين!
ثم قال لعمرو : ياعمرو متى استعبدتم الناس وقد ولدتهم أمهاتهم أحرارا !
تصادف ذكرى ثورتنا أنها ضمن شهر رمضان المبارك فالعيد عيدين…
مبارك لكم أيها الأحرار ثورتكم وصيامكم …
الرحمة على الشهداء والشفاء للجرحى والمصابين
عاشت سوريا حرة أبية.
بتصرف.
المحامي مالك عبد الهادي