سجن صيدنايا .. المسلخ البشري
ما يسمى سجن صيدنايا أو كما عُرف بِالمسلخ البشري، وهو وصف حقيقي لما يجري به، فكلمة المسلخ البشري ليس وصف معنوي، بل وصف حسي لما يجري من سلخ البشر وتقطيع أظافرهم وأوصالهم وتعذبيهم واغتصابهم.
يفعل هذا ((المسلخ)) في اليوم ما لم يتوقعه أو يتخيله إنسان على وجه البسيطة.
وأنا ممن عاين وشاهد الكثير فكانت أول ليلة لي في مسالخ و جحيم سجن النظام المجرم
” بعد معاناة أربع أشهر في المشفى العسكري ال601 في حي المزة في دمشق
ثمَ نقلي الى الأفرع الأمنية المتواجدة هناك.
تلك الليلة التي لا أنسى تفاصيلها وعذابها ومأساتها مدى الحياة.
في ذلك المكان المخيف الذي يتواجد فيهِ أشخاص أشد جرماً
أشعر بنفسي بأنني خارج هذا الكوكب و في عالم آخر لا يعرف أي قيمة للإنسان .
اسمه ” كوكب الجحيم أو كوكب العذاب ”
الجميع عارياً بشكل كامل وإجبارهم على ترديد الشعارات المؤيدة لنظام بشار المجرم أثناء التعذيب.!!
ليلة يملؤها الخوف والتعذيب بكل أشكاله وأنيين المعتقلين وصرخاتهم تتعالى إلى خارج أسوار ذلك المكان الموحش.
يتميزون بفنون التعذيب ممنهجة وكأن من يقع بين أيديهم ليسوا بشراً.
قلت بنفسي هل هؤلاء أبناء نفس الوطن ونفس المدارس والحارات التي نلعب بها هل هؤلاء شربوا نفس المياه واستنشقوا نفس الهواء في هذا البلد.!!
جلادون متوحشون وزنازين يملئها الحشرات والفئران والروائح الكريهة وحجمها صغير عبارة عن مرحاض صغير الحجم ويمكث في كل زنزانة أكثر من ثمانية معتقلين ويجلسون فوق المرحاض عارين بشكل كامل و كل منهم مواجهاً لصديقه الأخر.
ورائحة الموت تفوح في هذا المكان المخيف فالذي يدخله مفقودً
والذي يخرج منه مولودً
هذه ليست قصة خيالية ولا بوليسية، بل قليل من قليل مما عاينت ورأيت بنفسي
الموت هو حلمنا كلنا هناك
لذلك ينبغي أن يكون المعتقلون وجداننا كلنا هنا، ألا يغيبوا عنا، نذكر كل العسكريين والسياسيين والحقوقيين بما يعانيه هؤلاء في المسلخ البشري سيء الصيت المسمى صيدنايا ولعلي أكتب الكثير من التفاصيل في مقالات قادمة.
أحمد الدمشقي