نيروز جلبي
تعد الادارة الناجحة أحد الركائز الأساسية لإعادة بناء الدول بعد الحروب، حيث تلعب دوراً محورياً في تحقيق الاستقرار السياسي وإعادة تأهيل الاقتصاد، فبعد انتهاء الحروب تواجه الدول تحديات كبرى ما بين إعادة الإعمار وتحقيق العدالة الانتقالية، وهنا يبرز دور الإدارة الفعالة القائمة على الحوكمة الرشيدة. يركز هذا المقال على المهام الادارية للقيادة السورية الجديدة والتي بدأت بعد انتهاء حرب دامت 14 عاماً.همأ
تلعب الإدارة الحكيمة للدول دوراً محورياً في تحقيق التنمية المستدامة والاستقرار السياسي والاجتماعي، ومع تطور التحديات العالمية، والاضطرابات الاقتصادية، بات من الضروري تبني أفكار مبتكرة في إدارة الدول لضمان تحقيق أقصى درجات الاستقرار. ففي خضم التحولات السياسية والعسكرية التي شهدتها سوريا مؤخراً، برزت قيادة جديدة من الواضح خلال هذه الفترة الوجيزة أنها تتسم بالقوة العسكرية والذكاء السياسي في ظل الرئيس أحمد الشرع. فبعد الإطاحة بالرئيس السابق بشار الأسد، يحاول الشرع ساعياً إلى تبني هذه الصفات لإعادة بناء الدولة وتعزيز علاقاتها الإقليمية والدولية. متبعاً نهجاً يعتمد على الحزم العسكري والمرونة السياسية في آنٍ واحد. في عالم السياسة، غالباً ما يكون التوازن بين مختلف العوامل الاستراتيجية مفتاح النجاح لأي زعيم يسعى إلى تحقيق الاستقرار وبناء نفوذ قوي داخلياً وخارجياً.
إن الإدارة القائمة على الفطنة وبعد النظر في مواجهة التحديات واستثمار الموارد لتحقيق الأهداف تتميز بالحكمة، والتخطيط الاستراتيجي، واتخاذ القرارات المدروسة بعناية، مما يجعل تبني القائد لهذه الصفات أساسًا لمستقبل مشرق.
إن أحمد الشرع يعمل على تجسيد نموذجاً للقائد الذي يجمع بين الحكمة الاستراتيجية والحنكة الدبلوماسية فهو يدرك أهمية استخدام القوة لحفظ الأمن، وفي الوقت نفسه، مهتم بضرورة بناء جسور التواصل مع المجتمع الدولي والدول المجاورة لضمان مستقبل أفضل لسوريا.
القوة العسكرية كوسيلة للاستقرار والسيادة:
لطالما لعبت القوة العسكرية دوراً رئيسياً في الحكم والسيطرة، خاصة في البلدان التي شهدت نزاعات وصراعات داخلية. الرئيس الجديد لسوريا يدرك تماماً أهمية المؤسسة العسكرية، ليس فقط كوسيلة للردع والسيطرة، ولكن أيضاً كأداة لتحقيق الاستقرار وإعادة بناء الدولة بعد سنوات من التحديات الأمنية والسياسية. استند الشرع للإطاحة بالنظام السابق على خلفية عسكرية قوية.
وفي أول مؤتمر صحفي له، ظهر الشرع بالزي العسكري، مؤكداً عزمه على بناء وتطوير سوريا الحرة مع التركيز على ملء فراغ السلطة بشكل شرعي. كما أرسل إشارات واضحة إلى الداخل والخارج مفادها أن المؤسسة العسكرية ستظل عنصراً رئيسياً في الحفاظ على سيادة الدولة.
الذكاء السياسي فن إدارة العلاقات الداخلية والخارجية:
إلى جانب القوة العسكرية، فإن الشرع يسير نحو اتباع أساليب سياسية ذكية في تعامله مع القضايا الداخلية والخارجية بطرق تهدف إلى تحقيق الاستقرار وإعادة بناء الدولة.
على الصعيد الداخلي، سعى إلى تشكيل حكومة تضم مختلف الأطياف السياسية، محاولاً تحقيق توازن يرضي أكبر عدد ممكن من القوى الفاعلة، كما عمل على استيعاب المعارضين المعتدلين وإشراكهم في العملية السياسية، في محاولة لتعزيز الاستقرار وتقليل حدة الانقسامات الداخلية، إضافة إلى توحيد المؤسسات الأمنية والعسكرية وتشكيل مجلس تشريعي جديد.
أما على الصعيد الخارجي، حرص الشرع على إعادة بناء العلاقات مع الدول المجاورة، وانتهج سياسة تقوم على تعزيز التحالفات الإقليمية والدولية، متجنباً الدخول في صراعات غير محسوبة. سعى إلى تحسين علاقاته مع الدول المؤثرة في المنطقة، معتمداً على مزيج من الدبلوماسية والبراغماتية بما يحقق مصالح بلاده، عملت الإدارة على بناء علاقات متوازنة مع القوى الدولية، بما في ذلك الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي، بهدف رفع العقوبات والمساهمة في إعادة إعمار سوريا.
في الختام، لا يسعنا إلا أن نتمنى لسوريا الجديدة مستقبلاً زاهراً وإدارة حكيمة وعادلة، تعوض سوريا والشعب السوري عن الظلم والقمع الذي تمت ممارسته عليهم لأكثر من خمسون عاماً.
نيروز جلبي