السجين التدمري مروان الحلو

دخلت السجن وأنا في السنة الثانية بكلية الآداب قسم اللغة العربية، كنت معلمًا في ريف عفرين بقرية اسمها خالطان، داهموا القرية فلم يجدوني، وعلموا أني بدارة عزة، جاؤوها وداهموا البيت، ولم يجدوني، كنت في سهرة عند أحد أقاربي، وضعوا أبي وإخوتي دروعاً بشرية، وعند عودتي طلبوا مني رفع يدي، وانقضوا عليّ كما ينقض الضباع على الفريسة، وكبلوني ووضعوني في السيارة، وكان المخبر بسيارة أخرى، وتم اقتيادي إلى فرع أمن الدولة بحلب، وكان في انتظاري رئيس الفرع عمر حميدة والرائد حمد زيد والرائد أليف الوز وزبانيته، وهنا بدأت رحلة العذاب…

في فرع أمن الدولة الرائد أليف الوز مختص بالبلطة، وما أدراك ما البلطجة؟ بها يكسر اليد والرجل وأحيانًا الرأس أو اليد والرجل من خلاف، هذا حيوان بشري سادي ترى عنده غرفة التحقيق بحيرة من الدماء.!

وأما الرائد حمد زيد فهذا اختصاص شبح وتعليق بالشبحة ووضع الكهرباء على القضيب والأذن والشفاه.

وأما الرائد صايب ورده سمعوني (اسماعيلي الطائفة) من السلمية فكان اختصاص بساط الريح والدولاب بالإضافة للكهرباء.

 فأدوات التعذيب بالفرع؛ البلطة، الشبحة، الدولاب بساط الريح، الكهرباء وهناك الشواية التي تشوي الظهر وتصل إلى العمود الفقري بإحراق اللحم وكثير من الإخوة كانت ظهورهم عليها طبعة الشواية وهي التي تسخن عليه الخبز او الشاورما!

وأما الخازوق وما أدراك ما الخازوق؟ عندما يريدون تصفية المعتقل يضعونه في الدبر وتتمزق الأحشاء، وهذه الأدوات بفرع أمن الدولة، وأنا شخصيًا عُذِّبت بالشبحة ،ولا زال الأثر شاهدًا عليها والكهرباء والدولاب والبساط، والبقية شاهدتها بغرفة التحقيق، وبقيت في الفرع شهراً كاملاً بالتحقيق، وبعدها ضُبطت الأقوال كما يزعمون، وتم التحويل إلى السجن المركزي بحلب.

ذهبنا بعد التحقيق وضبط الإفادة وما عانيناه من تعذيب بالشبح والدولاب وبساط الريح والكهرباء، أردت الاختصار لأن الذكرى تدمي القلوب، ثم إلى السجن المركزي بحلب، وكانت الأمور في ذلك الوقت مريحة، كانت الصلاة متى تشاء والصيام، وكانت زيارات للجناح كل أسبوع زيارة10 دقائق إلى ١5 دقيقة للسجين زيارة للأهل وبعض الأقارب، وبقينا على هذا الحال حوالي خمسة أشهر كانت الأمور تسير بشكل حضاري ومعاملة مقبولة، وكان هناك حمام وحلاقة وطبخ ونفخ وبعدها نُقلنا إلى فرع أمن الدولة بكفر سوسه وفيه قسم شمال وقسم جنوب، أما عن طريقة النقل الى كفر سوسة كان يأتي الباص الأخضر ويقوم بوضع جنزير بالقدم وكلبشة باليد إلى أن نصل إلى الفرع بدمشق وهناك الإفادة بشكل صوري  توقّع عليها من دون أن ترى شيئًا ، وبعد أسبوع تمضيه بكفر سوسه إمّا الإفراج وإمّا إلى تدمر  وكان نصيبنا بعدها إلى تدمر وما أدراك ما تدمر؟!

يتبع..

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *