الكاتب بشار ضاهر
منذ اغتيال نصر الله ومنطقة الشرق الاوسط في تباين كبير في الآراء فما بين مرحب باغتيالهِ ممن تعذبوا بنيرانه وذاقوا التنكيل من عناصر حزبه وما بين حزن الذين فرحوا بفتحهِ لجبهة الإسناد لغزة ضد الكيان الصهيوني، لكن حتى هذه اللحظة وبينما تنشغل الأمة الإسلامية بالتصفيق لهلاك هذا المجرم قلة صغيرة فقط تشاهد اللوحة كاملة بكل أبعادها وما الذي تخفيهِ اسرائيل وراء هذا الحدث !!
قبل أيام ظهر نتنياهو على منبر الأمم المتحدة وهو يحمل بيدهِ خريطة تشير بيدها لنص ديني توراتي يقسم الناس فيه لقسمين جبل النقمة وجبل النعمة وبالفعل صبغ المنطقة الشرقية وصولًا لإيران باللون الأسود وأطلق عليها ممر اللعنة وبدأ يتحدث فيها عن تحالف ونظام جديد قادم تعمل إسرائيل على إنشاءه للشرق الأوسط، والعجيب أنه بعد أقل من ساعة من حديث نتنياهو قام جيش الاحتلال بعملية مدوية هزت الشرق الاوسط بأكمله وسميت العملية ب ( عملية النظام الجديد)، افتتحت هذه العملية باغتيال حسن نصرالله وتمركزت فعلياً في خلق حالة من الإلهاء في الشرق الأوسط حول حسن نصرالله وحزبه وحالة الانقسام ما بين شكر وتنديد وما بين فرح وحُزن، هذا الانقسام جعل معظمنا ينظر لجزء بسيط من المشهد ويتغافل عن عُمق المشهد الحقيقي، وأكاد أجزم أن معظمنا لم يسأل نفسه ما هو النظام الجديد الذي تعمل اسرائيل على إنشاءهِ ..؟
ولماذا لم تقبل اسرائيل بالمقترح الذي تبنته السعودية برفقة 57 دولة تقريبا لإنشاء دولة فلسطينية وإنهاء التوتر في المنطقة وادخال المنطقة بحالة سلام ؟!
- بعد تجربة الاحتلال الفاشلة في اجتياح غزة وبالرغم من كل خسائرهِ الذي تعرض لها لماذا لاتزال دولة الاحتلال تخطط للاجتياح البري للبنان؟ ومن الضامن لوقوف اسرائيل عند جنوب لبنان فقط في حال دخولها.
وفي مشهد آخر يكثر القادة الاسرائيليين هذه الأيام من استخدام النصوص الدينية من التوراة التي تدعوا للحرب والقتل لماذا يا ترى ؟!
ما أظنه أن دولة الاحتلال تمهد الرأي العام الاسرائيلي والعالمي لتنفيذ ممر داوود الذي تكرر أسمع كثيرًا في الأروقة الدبلوماسية الممر الذي يبدأ من الجولان السوري المُحتل وجنوب لبنان ويشق طريقه باتجاه محافظة القنيطرة مرورًا بسعسع ثم مكملًا لخان الشيخ وقطنا ثم لدمشق ثم يكمل إلى التنف وصولًا لنهر الفرات حتى البوكمال والأمر المثير للقلق برأيي هو أن هذا ثلثي هذا الطريق يقع حقيقةً تحت سيطرة القواعد الأمريكية التي مهدت لهذا المشروع منذ بدايات الحراك العسكري للثورة السورية التي تم استغلالها كما باقي ثورات الربيع العربي لإيجاد فوضى خلاقة، كل هذا يقودنا لتصريح ترامب الذي قال في حديث أمام ناخبيه أن أراضي اسرائيل صغيرة جدًا وألمح أنه يريد توسعة أراضي اسرائيل حال وصولهِ للحكم وسيتم البدء من الضفة باعتبارها أراضي اسرائيلية
ما يزيد الطين بلة أن الأتراك بُح صوتهم وهم يصرخون أن الاحتلال سيبتلع المنطقة حيث أشارت تقارير كثيرة للمخابرات التركية بأنه إذا لم يتم ايقاف اسرائيل وثنيها عن أي عملية برية في لبنان فإنها لن تتوقف في لبنان وسيكون لها هدف جديد وهو ممر من الجولان ” ممر ديفيد” يصل لحدود العراق
هذا الممر سيكون الخطوة الأولى لنبوءة العلو الكبير لليهود في المنطقة العربية بما يسمى اليوم اسرائيل الكبرى.
بشار الضاهر