لا تخفى الصعوبات المعيشية التي يعاني منها النازحين واللاجئين السوريين حول العالم، من مشاكل تأمين المأوى والغذاء والتي تعتبر همّاً كبيراً يستحوذ على تفكير العوائل النازحة في الخيم والبيوت المتهالكة، بينما يأتي التعليم في المرتبة الثانية بعد الأولوية الأولى المتمثلة بتأمين مقومات الحياة الأهم من طعام وشراب وسكن.
مع بداية كل سنة دراسية جديدة تبدأ الأمهات بتجهيز مستلزمات أطفالهنّ من حقيبة مدرسية وقرطاسية وزي مدرسي لضمان ارتياح أبنائهم وتوفير احتياجاتهم اللازمة لقضاء عام دراسيّ جيد، حيث تُعتبر المستلزمات الدراسية من أبسط حقوق الأطفال التي تحميهم من الشعور بالنقص وعدم تكافؤهم مع باقي أقرانهم،
الحياة التي يعيشها الأطفال المنقطعين عن الدراسة
إن الحصول على حقيبة مدرسية نوع من أنواع السعادة المفقودة بين الأطفال في مناطق الصراع هذا إن لم نذكر المشاكل التي تخصّ التعليم بحد ذاته..
أغلبية الأطفال هناك معتادون على حمل الحطب لإشعال الموقد بدل حمل الحقيبة، فهل أصبحت الحقيبة المدرسية التي تحمل مستقبلهم.. حلماً بعيد المنال عن أيديهم؟!
لقد بات تعليم الأبناء رفاهية يصعب عليهم عيشها ويؤجَّل التفكير في همها إلى حين انتهاء الآباء من همّ المأكل والملبس، ينضم الأطفال إلى آبائهم ويشرّدون كلُّ في عمل أو مساعدة بالبحث عما يستطيعون جلبه لمنزلهم القماشي المصنوع من البؤس والأحلام المتعبة.
خطورة تفشّي الجهل في الشمال السوري
تشير الإحصائيات الأخيرة التي قامت بها وحدة تنسيق الدعم “ACU” بالتشارك مع منظمات عاملة شمال غرب سورية إلى أن أعداد هائلة يتجاوز عددهم المليون طفل متسرب من التعليم في الشمال السوري أي منقطعون تماماً عن التعليم، وهناك تخوف من حدوث أزمة جهل وفقر، لأن أي مجتمعٍ يعمّه الجهل تنحلّ أساسياته ويضيع أبناؤه وتنتظره أيام مظلمة مليئة بالمصاعب والأشخاص غير المدركين لقيمة العلم في رفع مستوى المجتمع وأركانه المؤسسية والقيمية والأخلاقية.

من admin

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *