صرخة الشتاء للسوريين

يفرح الناس والفلاحون عادةً بقدوم فصل الشتاء، لعله يحمل الخير ووفرة في الأمطار، لكن الشتاء بات مقترناً لدينا بالألم والصقيع على أكثر من مليون نسمة يعيش في قرى من القماش ( الخيام) إلى يومنا هذا، ويعيش في المناطق الخارجة عن سيطرة النظام وفق أحدث إحصائية حوالي خمسة مليون نسمة، هذا الشعب نفسه الذي أصبح من ساكني قرى القماش ( الخيام) في هذه الدولة الصغيرة إلى متوسطة الحجم (سورية) استقبلت سابقاً وفود من اللاجئين على مدار قرن من الزمن، وهذا البلد نفسه كان يضخ يومياً نصف مليون برميل وقود، ولكنه وإلى اليوم محروم من هذه النعمة التي حباها الله لهذه الأرض، بفعل الفساد والمفسدين وسيطرة قسد، ليعيش الشعب يفكر بطريقة دفء بديلة وضارة فضلاً عن غياب المأوى وتدهور الوضع المعيشي.
واليوم تحول هذا الشعب إلى أكبر عدد من النازحين واللاجئين في العالم .
وأعداد النازحين السوريين بلغت حتى هذه الأثناء في الشمال السوري نحو 2.5 مليون نازح، من أصل قرابة ستة مليون سوري يسكنون مناطق المعارضة السورية.
في حين يبلغ عدد سكان المخيمات مليونا و43 ألفاً، ويعيشون ضمن 1293 مخيما، من بينها 282 مخيما عشوائيا أقيمت في أراض زراعية، ولا تحصل على أي دعم أو مساعدة إنسانية أممية.
هذا عدا عن ملايين اللاجئين في العالم وعدا مخيمات الدول المجاورة ومخيم الهول والركبان شرق سورية.؟!
فنحن أمام محنة إنسانية كبيرة، تجدد كل عام وتحتاج جهود دولية للوقوف لجانبها كما تحتاج حلول سياسية لإنهائها، فالمآسي الإنسانية حلولها سياسية.
وتتوالى محنة الصيف الحارق والشتاء القارص على قرى القماش المتناثرة في الشمال، وأصبح الجدار والسقف الاسمنتي حلماً لدى أكثر من مليون سوري؟!!
وإن الواجب الإنساني والأخلاقي علينا جميعاً، مؤسسات ومنظمات وأفراد لفت أنظار العالم على أكثر من مليون إنسان يعيش حياة العصور البدائية ومحروم من أبسط سبل الحياة الكريمة، نتيجة أفعال الإنسان الشيطانية المتوحشة وطغيان الإنسان وأطماعه.
وهؤلاء الناس كان سبب تهجيرهم المحتلون الجدد من الروس والإيرانيين وآلتهم العسكرية التي تمتد على الجغرافية السورية وتنظيم حزب العمال الكردستاني الإرهابي وقبل كل ذلك وبعده نظام الأسد الديكتاتوري الاستبدادي الذي بطش بالناس واستجلب المحتلين من أجل بقائه.
وبدأ ينتشر في المخيمات التسرب من المدارس وانتشار الأمية، وبلغت نسبة التسرب من المدارس 65% وإذا اجتمع الجهل مع الفقر فتحل الكوارث وهذا يهدد مستقبل جيل كامل في المنطقة، مالم تتضافر الجهود المحلية والدولية للتغلب على تلك الكارثة الإنسانية
والتعامل مع النازح واللاجئ ينبغي أن يكون تعاملاً إنسانياً، واختبار إنسانيتنا الحقيقة يكون في تلك المواطن وأن يشعر الإنسان بأخيه الإنسان، دون النظر للونه وعرقه وجنسيته.
فلا أحد اختار لونه وعرقه وجنسيته، ولكننا جميعاً نختار السلوك الذي نتعامل فيه فيما بيننا كبشر.
وإن التنابز والتعالي على أشياء لم نختارها نحن هي حقيقة الجهل بعينه
وينبغي ألا نغلق أعيننا ونصم آذاننا عن تلك المأساة في تلك القرى من القماش والتي تسمى مخيمات اللجوء والنزوح …

من admin

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *