أ.عادل سميح
عندما أخبرت الرفاق أني أرى وجه امرأة على وجه القمر كلما اكتمل لم يصدقني منهم أحد
وكنت أكتفي بإرسال الكثير من القبل في الهواء والتقاط المزيد من الصور للبدر في عليائه وكنت أطلب من القمر أن يرحم انتظاري ويسقطها على قلبي الحزين…
ولكن طول الانتظار دفعني للبحث عنها في كل امرأة تشبهها وكانت النساء يغضبن مني كثيرا عندما أبتعد عنهن بدون سبب.
كيف أخبرهن أنى ارتكبت خطأ كبيرا حين اعتقدت بأن لها شبيها على وجه المجرة بين كل امرأة وأخرى كنت أبحث عنك وكانت لا تكفيني كل نساء الأرض
وفي ليلة اكتمل فيها القمر رأيت صورة وجهها للمرة الأولى فتجمدت الدماء في عروقي وتسارع النبض في قلبي وارتفع صوت أنفاسي ولم أستطع الحديث بعدها
كنت كمن يغوص في الماء أو يطير في الهواء أو يصعد محلقا نحو السماء وأدركت أني انتهيت وأنه ليس لي فى الأمر شيء
قلت لها أعرفك منذ ألف عام
قالت : الآن فقط وجدتني؟ لماذا لم تبحث عني؟ لماذا تأخرت كثيرا؟
قلت لها: أتعلمين؟
بحثت عنك في كل سماء عالية وفي كل نجمة ساطعة وفي كل قمر حزين وسألت عنك كل الكواكب والنجوم والمجرات والنيازك والمذنبات وقرأت كل ما كتبه الحالمون حول الفلك والنجوم ودوران الكواكب حول شمس واحدة واستعملت منظارا فلكيا لرؤية ما بعد الآفاق … لعلي أراك وتمنيت أن أرتقي إلى كل سماء عبر الطائرات والصواريخ وعلى أجنحة الطيور لأفتش عنك بين وسائد السحاب وطبقات السماء لعلي أجدك نجمة أو قمرا أو سماءا أو غيمة سحاب….
سألت عنك كل من صعد السماء وكل من اجتاز هذا الفضاء وسألت عنك كل الطيارين وكل رواد الفضاء وكل الطيور المهاجرة العابرة للقارات والسموات…
سألت الله عنك ورفعت كفي إلى السماء: يارب إن كانت حبيبتي غيمة وسط السحاب فدعها تمطر على
قلبي وإن كانت سجينة في القمر فأطلق سراحها وأسقطها على قلبي قبل أن يكسره الجفاف وتصدأ جوانبه أو يتوقف نبضه الحزين…
وسألتها وأنت كيف عرفتني ؟
قالت: في البداية لم أعرفك ولكنني كلما نظرت نحو تلك الجبال البعيدة رأيت رجلا يضرب حجرين أبيضين بعضهما ببعض وهو ينظر إلى سطح القمر وظننت به جنون وكنت أظن أنك لا تراني وفيما بعد أدركت أنك تضرب حجرين أبيضين بعضهما ببعض لتشعل البيارق والأنوار من حولك وتصنع هالة من الضوء حولك وفوقك وخلفك وأمامك لكي أراك…
وأسقطت نفسي بين يديك وها أنت ذا قد عرفتني بمجرد أن رأيت صورتي
دعنا نلتقي…