أ.عباس محمود عامر
إن الله سبحانه وتعالى..أنزل أول رسالة ربانية وهي رسالة «حب الروح».. أنزلها بين آدم وحواء لضمان استمرار الحياة .. وحب الروح بين الرجل والمرأة يولّد الإنسانية وحب الخير والعدالة والتنمية وعمار الأرض.
لماذا لم تنزل الأديان .. بعد نزول -آدم عليه السلام- على الأرض مباشرة؟
لأن الدين معاملة … ولأن الله -سبحانه وتعالى- منح الإنسان الروح التي تحمل كل المشاعر والرغبات الجميلة حتى يستطيع أن يتعايش مع مجتمعه..
خلق له المشاعر الإنسانية والضمير في روحه .. وأعطاه القدرة على التعامل مع مجتمعه بإنسانيته وضميره فبهما يحقق العدل الذي يبتغيه الله -سبحانه وتعالى- في الأرض .. من هنا يصنع الإنسان الدين لنفسه ولمجتمعه… لكن البشرية على مدار العصور ضاعت فيها الإنسانية والضمير بسبب النفس الأمارة بالسوء والمعتقدات الخاطئة وحب السيطرة بالقوة والقتل .. فأنزل الله بعد ذلك الأديان لتعلم الناس الإنسانية.. رغم أن الإنسانية هي دستور إلهي في الروح البشرية .. هذا هو السبب الرئيس في نزول الأديان .. لكن للأسف هناك تفسيرات خاطئة لهذه الأديان .. رغم أن الأديان هدفها بيّن وهو نشر الإنسانية وحب الخير والعدالة .. من هنا أصبحت النفس الأمارة تصارع الروح الجميلة .. التي خلقها الله في الأجنة وقبل ولادة الإنسان… أما النفس بعد الولادة فقد خلقها سبحانه وتعالى صفحة بيضاء تمثل طبع وتطبع الإنسان طوال حياته.. هذه الصفحة البيضاء تتشكل بالمفاهيم والسلوكيات والأفعال وبالقدر خيره وشره وردود فعل الإنسان حينما يتفاعل ويتأثر بسلوكيات من حوله ومعتقدات وطبيعة بيئته .. النفس تكون أمارة بالسوء بسبب المعتقدات والأفكار الخاطئة وحب الذات.. أما النفس المطمئنة هي التي تتناسق مع الروح وتتفاعل معها من أجل المشاعر الإنسانية وحب الخير. في النهاية الله -سبحانه- أعطى البشر مهمة شرح ونشر الدين بالمعاملة بالود والحب من أجل الإنسانية ونشر الخير.. وتوضيح بأن الدين لا يقف ضد التطور.. لأن التطور جاء في صيغة مواهب وقدرات منحها الله للإنسان .. من أجل إعمار الكون.
أتمنى أن يتخلص المجتمع من التخلف الذي جعلنا تائهين في دوامة لا انتهاء لها..